[العنكبوت : 6] وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
6 - (ومن جاهد) جهاد حرب أو نفس (فإنما يجاهد لنفسه) فإن منفعة جهاده له لا لله (إن الله لغني عن العالمين) الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
وقوله: " ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه " يقول: ومن يجاهد عدوه من المشركين فإنما يجاهد لنفسه، لأنه يفعل ذلك ابتغاء الثواب من الله على جهاده، والهرب من العقاب، فليس بالله إلى فعله ذلك حاجة، وذلك أن الله غني عن جميع خلقه، له الملك والخلق والأمر.
قوله تعالى : " ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه " أي ومن جاهد في الدين ، وصبر على قتال الكفار وأعمال الطاعات ، فإنما يسعى لنفسه ، أي ثواب ذلك كله له ، ولا يرجع إلى الله نفع من ذلك . " إن الله لغني عن العالمين " أي عن أعمالهم . وقيل : المعنى ، منجاهد تعدوه لنفسه لا يريد وجه الله فليس لله حاجة بجهاده .
يقول تعالى: "من كان يرجو لقاء الله" أي في الدار الاخرة, وعمل الصالحات ورجا ما عند الله من الثواب الجزيل, فإن الله سيحقق له رجاءه ويوفيه عمله كلاماً موفراً, فإن ذلك كائن لا محالة لأنه سميع الدعاء بصير بكل الكائنات, ولهذا قال تعالى: " من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم " وقوله تعالى: "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه" كقوله تعالى: "من عمل صالحاً فلنفسه" أي من عمل صالحاً فإنما يعود نفع عمله على نفسه, فإن الله تعالى غني عن أفعال العباد, ولو كانوا كلهم على أتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئاً, ولهذا قال تعالى: "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين" قال الحسن البصري : إن الرجل ليجاهد وما ضرب يوماً من الدهر بسيف. ثم أخبر تعالى أنه مع غناه عن الخلائق جميعهم, ومع بره وإحسانه بهم, يجازي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أحسن الجزاء, وهو أن يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا, ويجزيهم أجرهم بأحسن الذين كانوا يعملون, فيقبل القليل من الحسنات, ويثيب عليها الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, ويجزي على السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح, كما قال تعالى: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً" وقال ههنا: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون".
6- "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه" أي من جاهد الكفار وجاهد نفسه بالصبر على الطاعات فإنما يجاهد لنفسه: أي ثواب ذلك له لا لغيره ولا يرجع إلى الله سبحانه من نفع ذلك شيء "إن الله لغني عن العالمين" فلا يحتاج إلى طاعتهم كما لا تضره معاصيهم. وقيل المعنى: ومن جاهد عدوه لنفسه لا يريد بذلك وجه الله، فليس لله حاجة لجهاده، والأول أولى.
6- "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه"، له ثوابه، والجهاد: هو الصبر على الشدة، ويكون ذلك في الحرب، وقد يكون على مخالفة النفس. "إن الله لغني عن العالمين"،عن أعمالهم وعباداتهم.
6ـ " ومن جاهد " نفسه بالصبر على مضض الطاعة والكف عن الشهوات . " فإنما يجاهد لنفسه " لأن منفعته لها . " إن الله لغني عن العالمين " فلا حاجة
به إلى طاعتهم ، وإنما كلف عباده رحمة عليهم ومراعاة لصلاحهم .
6. And whosoever striveth, striveth only for himself, for lo! Allah is altogether Independent of (His) creatures.
6 - And if any strive (with might and main), they do so for their own souls: for God is free of all needs from all creation.