[القصص : 80] وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ
80 - (وقال) لهم (الذين أوتوا العلم) بما وعد الله في الآخرة (ويلكم) كلمة زجر (ثواب الله) في الآخرة بالجنة (خير لمن آمن وعمل صالحا) مما اوتي قارون في الدنيا (ولا يلقاها) الجنة المثاب بها (إلا الصابرون) على الطاعة وعن المعصية
يقول تعالى ذكره: وقال الذين أوتوا العلم بالله، حين رأوا قارون خارجاً عليهم في زينتهم، للذين قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون: ويلكم اتقوا الله وأطيعوه، فثواب الله وجزاؤه لمن آمن به وبرسله، وعمل بما جاءت به رسله من صالحات الأعمال في الآخرة، خير مما أوتي قارون من زينته وماله لقارون. وقوله " ولا يلقاها إلا الصابرون " يقول: ولا يلقاها: أي ولا يوفق لقيل هذه الكلمة، وهي قوله " ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا " والهاء والألف كناية عن الكلمة. وقال " إلا الصابرون " يعني بذلك: الذين صبروا عن طلب زينة الحياة الدنيا، وآثروا ما عند الله من جزيل ثوابه على صالحات الأعمال على لذات الدنيا وشهواتها، فجدوا في طاعة الله، ورفضوا الحياة الدنيا.
قوله تعالى : " وقال الذين أوتوا العلم " وهم أحبار بني إسرائيل للذين تمنوا مكانه " ويلكم ثواب الله خير " يعني الجنة . " لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون " أي لا يؤتى الأعمال الصالحة ، أو لا يؤتى الجنة في الآ خرة إلا الصابرون على طاعة الله وجاز ضميرها لأنها لمعنية يقوله : ( ثواب الله ) .
يقول تعالى مخبراً عن قارون أنه خرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة, وتجمل باهر, من مراكب وملابس عليه وعلى خدمه وحشمه, فلما رآه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زخارفها وزينتها, تمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أعطي " يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم " أي ذو حظ وافر من الدنيا, فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا لهم "ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً" أي جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الاخرة خير مما ترون. كما في الحديث الصحيح "يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرءوا إن شئتم "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون". وقوله: "ولا يلقاها إلا الصابرون" " قال السدي : ولا يلقى الجنة إلا الصابرون, كأنه جعل ذلك من تمام الكلام الذين أوتوا العلم. قال ابن جرير : ولا يلقى هذه الكلمة إلا الصابرون عن محبة الدنيا الراغبون في الدار الاخرة وكأنه جعل ذلك مقطوعاً من كلام أولئك, وجعله من كلام الله عز وجل وإخباره بذلك.
80- "وقال الذين أوتوا العلم" وهم أحبار بني إسرائيل قالوا للذين تمنوا "ويلكم ثواب الله خير" أي ثواب الله في خير مما تمنونه "لمن آمن وعمل صالحاً" فلا تمنوا عرض الدنيا الزائل الذي لا يدوم "ولا يلقاها" أي هذه الكلمة التي تكلم بها الأحبار، وقيل الضمير يعود إلى الأعمال الصالحة، وقيل إلى الجنة "إلا الصابرون" على طاعة الله والمصبرون أنفسهم عن الشهوات.
80- "وقال الذين أوتوا العلم"، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني الأحبار من بني إسرائيل، وقال مقاتل: أوتوا العلم بما وعد الله في الآخرة، قالوا للذين تمنوا مثل ما أوتي قارون في الدنيا: "ويلكم ثواب الله خير"، يعني ما عند الله من الثواب والجزاء خير "لمن آمن"، صدق بتوحيد الله، "وعمل صالحاً"، مما أوتي قارون في الدنيا، "ولا يلقاها إلا الصابرون"، قال مقاتل: لا يؤتاها، يعني الأعمال الصالحة. وقال الكلبي لا يعطاها في الآخرة. وقيل: لا يؤتى هذه الكلمة وهي قوله: "ويلكم ثواب الله خير" إلا الصابرون على طاعة الله وعن زينة الدنيا.
80 -" وقال الذين أوتوا العلم " بأحوال الآخرة للمتمنين . " ويلكم " دعاء بالهلاك استعمل للزجر عما لا يرتضى . " ثواب الله " في الآخرة . " خير لمن آمن وعمل صالحاً " مما أوتي قارون بل من الدنيا وما فيها . " ولا يلقاها " الضمير فيه للكلمة التي تكلم لها العلماء أو للـ " ثواب " ، فإنه بمعنى المثوبة أو الجنة أو الإيمان والعمل الصالح فإنهما في معنى السيرة والطريقة . " إلا الصابرون " على الطاعات وعن المعاصي .
80. But those who had been given knowledge said: Woe unto you! The reward of Allah for him who believeth and doeth right is better, and only the steadfast will obtain it.
80 - But those who had been granted (true) knowledge said: Alas for you! the reward of God (in the hereafter) is best for those who believe and work righteousness: but this none shall attain, save those who steadfastly persevere in good)