[القصص : 21] فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
21 - (فخرج منها خائفا يترقب) لحوق طالب أو غوث الله إياه (قال رب نجني من القوم الظالمين) قوم فرعون
يقول تعالى ذكره: فخرج موسى من مدينة فرعون خائفاً من قتله النفس أن يقتل به بترقب: يقول: ينتظر الطلب أن يدركه فيأخذه.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " فخرج منها خائفا يترقب " خائفاً من قتله النفس يترقب الطلب " قال رب نجني من القوم الظالمين ".
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة " فخرج منها خائفا يترقب " قال: خائفاً من قتل النفس، يترقب أن يأخذه الطلب.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ذكر لي أنه خرج على وجهه خائفاً يترقب ما يدري أي وجهه يسلك، وهو يقول " رب نجني من القوم الظالمين ".
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله " فخرج منها خائفا يترقب " قال: يترقب مخافة الطلب.
وقوله: " قال رب نجني من القوم الظالمين " يقول تعالى ذكره: قال موسى وهو شاخص عن مدينة فرعون خائفاً: رب نجني من هؤلاء القوم الكافرين، الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بك.
وقوله: " ولما توجه تلقاء مدين " يقول تعالى ذكره: ولما جعل موسى وجهه نحو مدين، ماضياً إليها، شاخصاً عن مدينة فرعون، وخارجاً عن سلطانه، " قال: عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " وعنى بقوله ( تلقاء): نحو مدين، ويقال: فعل ذلك من تلقاء نفسه، يعني به: من قبل نفسه ويقال: داره تلقاء دار فلان: إذا كانت محاذيتها، ولم يصرف اسم مدين لأنها اسم بلدة معروفة، كذلك تفعل العرب بأسماء البلاد المعروفة، ومنه قول لشاعر:
رهبان مدين لو رأوك تنزلوا والعصم من شعف العقول الفادر
وقوله: " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " يقول: عيسى ربي أن يبين لي قصد السبيل إلى مدين، وإنما قال ذلك لأنه لم يكن يعرف الطريق إليها.
وذكر أن الله قيض له إذ قال " رب نجني من القوم الظالمين " ملكاً سدده الطريق، وعرفه إياه.
قوله تعالى : " قال رب نجني من القوم الظالمين " . وقيل : الجبار الذي يفعل ما يريده منت الضرب والقتل رظلم ، لاينظر في العواقب ، ولا يدفع بالتي هي أحسن . وقيل : المعتظم الذي لا يتواضع لأمر الله .
لما أخبره ذلك الرجل بما تمالأ عليه فرعون ودولته في أمره, خرج من مصر وحده, ولم يألف ذلك قبله بل كان في رفاهية ونعمة ورياسة "فخرج منها خائفاً يترقب" أي يتلفت "قال رب نجني من القوم الظالمين" أي من فرعون وملئه, فذكروا أن الله سبحانه وتعالى بعث إليه ملكاً على فرس, فأرشده إلى الطريق, فالله أعلم "ولما توجه تلقاء مدين" أي أخذ طريقاً سالكاً مهيعاً, فرح بذلك "قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل" أي الطريق الأقوم, ففعل الله به ذلك وهداه إلى الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة, فجعله هادياً مهدياً "ولما ورد ماء مدين" أي لما وصل إلى مدين وورد ماءها, وكان لها بئر يرده رعاء الشاء "وجد عليه أمة من الناس يسقون" أي جماعة يسقون, "ووجد من دونهم امرأتين تذودان" أي تكفكفان غنمهما أن ترد مع غنم أولئك الرعاء لئلا يؤذيا, فلما رآهما موسى عليه السلام رق لهما ورحمهما "قال ما خطبكما ؟" أي ما خبركما لا تردان مع هؤلاء ؟ "قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء" أي لا يحصل لنا سقي إلا بعد فراغ هؤلاء "وأبونا شيخ كبير" أي فهذا الحال الملجىء لنا إلى ما ترى, قال الله تعالى: "فسقى لهما" قال أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا عبد الله , أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين, وجد عليه أمة من الناس يسقون قال: فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر, ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال, فإذا هو بامرأتين تذودان قال: ما خطبكما ؟ فحدثتاه, فأتى الحجر فرفعه, ثم لم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم, إسناد صحيح.
وقوله تعالى: "ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" قال ابن عباس : سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر, وكان حافياً, فما وصل إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه, وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه, وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع, وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه, وإنه لمحتاج إلى شق تمرة, وقوله "إلى الظل" قال ابن عباس وابن مسعود والسدي : جلس تحت شجرة. وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن عمرو العنقزي , حدثنا أبي , حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله ـ هو ابن مسعود ـ قال: حثثت على جمل ليلتين حتى صبحت مدين, فسألت عن الشجرة التي أوى إليها موسى, فإذا هي شجرة خضراء ترف, فأهوى إليها جملي وكان جائعاً فأخذها جملي فعالجها ساعة ثم لفظها, فدعوت الله لموسى عليه السلام ثم انصرفت. وفي رواية عن ابن مسعود أنه ذهب إلى الشجرة التي كلم الله منها موسى, كما سيأتي إن شاء الله, فالله أعلم. وقال السدي , كانت الشجرة من شجر السمر. وقال عطاء بن السائب لما قال موسى "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" أسمع المرأة.
21- "فخرج منها خائفاً يترقب" فخرج موسى من المدينة حال كونه خائفاً من الظالمين مترقباً لحوقهم به وإدراكهم له، ثم دعا ربه بأن ينجيه مما خافه قائلاً: "رب نجني من القوم الظالمين" أي خلصني من القوم الكافرين وادفعهم عني، وحل بين وبينهم.
21- "فخرج منها"، موسى، "خائفاً يترقب"، أي: ينتظر الطلب، "قال رب نجني من القوم الظالمين"، الكافرين، وفي القصة: أن فرعون بعث في طلبه حين أخبر بهربه فقال اركبوا ثنيات الطريق فإنه لا يعرف كيف الطريق.
21 -" فخرج منها " من المدينة . " خائفاً يترقب " لحوق طالب . " قال رب نجني من القوم الظالمين " خلصني منهم واحفظني من لحوقهم .
21. So he escaped from thence, fearing, vigilant. He said: My Lord ! Deliver me from the wrongdoing folk.
21 - He therefore got away therefrom, looking about, in a state of fear. He prayed: O my Lord! save me from people given to wrong doing.