[النمل : 58] وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ
58 - (وأمطرنا عليهم مطرا) هو حجارة السجيل فأهلكتهم (فساء) بئس (مطر المنذرين) بالعذاب مطرهم
" وأمطرنا عليهم مطرا " وهو إمطار الله عليهم من السماء حجارة من سجيل " فساء مطر المنذرين " يقول: فساء ذلك المطر مطر القوم الذين أنذرهم الله عقابه على معصيتهم إياه، وخوفهم بأسه بإرسال الرسول إليهم بذلك.
قوله تعالى : " وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين " أي من أنذر فلم يقبل الإنذار . وقد مضى بيان هذا في ( الأعراف ) و( هود ) .
يخبر تعالى عن عبده ورسوله لوط عليه السلام أنه أنذر قومه نقمة الله بهم في فعلهم الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم, وهي إتيان الذكور دون الإناث, وذلك فاحشة عظيمة استغنى الرجال بالرجال, والنساء بالنساء فقال: "أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون" أي يرى بعضكم بعضاً, وتأتون في ناديكم المنكر " أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون " أي لا تعرفون شيئاً لا طبعاً ولا شرعاً كما قال في الاية الأخرى: " أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون " "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" أي يتحرجون من فعل ما تفعلون, ومن إقراركم على صنيعكم فأخرجوهم من بين أظهركم فإنهم لا يصلحون لمجاورتكم في بلادكم فعزموا على ذلك, فدمر الله عليهم وللكافرين أمثالها, قال الله تعالى: "فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين" أي من الهالكين مع قومها, لأنها كانت ردءاً لهم على دينهم وعلى طريقتهم, في رضاها بأفعالهم القبيحة, فكانت تدل قومها على ضيفان لوط ليأتوا إليهم, لا أنها كانت تفعل الفواحش تكرمة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لا كرامة لها. وقوله تعالى: "وأمطرنا عليهم مطراً" أي حجارة من سجيل منضود, مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ولهذا قال: "فساء مطر المنذرين" أي الذين قامت عليهم الحجة, ووصل إليه الإنذار فخالفوا الرسول وكذبوه وهموا بإخراجه من بينهم.
58- "وأمطرنا عليهم مطراً" هذا التأكيد يدل على شدة المطر وأنه غير معهود "فساء مطر المنذرين" المخصوص بالذم محذوف: أي ساء مطر المنذرين مطرهم، والمراد بالمنذرين الذين أنذروا فلم يقبلوا، وقد مضى بيان هذا كله في الأعراف والشعراء.
58- "وأمطرنا عليهم مطراً"، وهو الحجارة، "فساء"، فبئس، "مطر المنذرين".
58 -" وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين " مر مثله .
58. And We rained a rain upon them. Dreadful is the rain of those who have been warned.
58 - And We rained down on them a shower (of brimstone): and evil was the shower on those who were admonished (but heeded not)!