[النمل : 55] أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
55 - (أئنكم) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين (لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون) عاقبة فعلكم
القول في تأويل قوله تعالى : " أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون " .
قوله تعالى : " أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء " أعاد ذكرها لفرط قبحها وشنعتها . " بل أنتم قوم تجهلون " إما أمر التحريم أو العقوبة . واختيار الخليل و سيبوية تخفيف الهمزة الثانية من ( أئنكم ) فأما الخط فالسبيل فيه أن يكتب بألفين على الوجوه كلها ، لأنها همزة مبتدأة دخلت عليها ألف الاستفها .
يخبر تعالى عن عبده ورسوله لوط عليه السلام أنه أنذر قومه نقمة الله بهم في فعلهم الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم, وهي إتيان الذكور دون الإناث, وذلك فاحشة عظيمة استغنى الرجال بالرجال, والنساء بالنساء فقال: "أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون" أي يرى بعضكم بعضاً, وتأتون في ناديكم المنكر " أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون " أي لا تعرفون شيئاً لا طبعاً ولا شرعاً كما قال في الاية الأخرى: " أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون " "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" أي يتحرجون من فعل ما تفعلون, ومن إقراركم على صنيعكم فأخرجوهم من بين أظهركم فإنهم لا يصلحون لمجاورتكم في بلادكم فعزموا على ذلك, فدمر الله عليهم وللكافرين أمثالها, قال الله تعالى: "فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين" أي من الهالكين مع قومها, لأنها كانت ردءاً لهم على دينهم وعلى طريقتهم, في رضاها بأفعالهم القبيحة, فكانت تدل قومها على ضيفان لوط ليأتوا إليهم, لا أنها كانت تفعل الفواحش تكرمة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لا كرامة لها. وقوله تعالى: "وأمطرنا عليهم مطراً" أي حجارة من سجيل منضود, مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ولهذا قال: "فساء مطر المنذرين" أي الذين قامت عليهم الحجة, ووصل إليه الإنذار فخالفوا الرسول وكذبوه وهموا بإخراجه من بينهم.
55- " أإنكم لتأتون الرجال شهوة " فيه تكرير للتوبيخ مع التصريح بأن تلك الفاحشة هي اللواطة، وانتصاب شهوة على العلة: أي للشهوة، أو على أنه صفة لمصدر محذوف: أي إتياناً شهوة، أو أنه بمعنى الحال: أي مشتهين لهم "من دون النساء" أي متجاوزين النساء اللاتي هن محل لذلك "بل أنتم قوم تجهلون" التحريم أو العقوبة على هذه المعصية، واختار الخليل وسيبويه تخفيف الهمزة من أإنكم.
55- " أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ".
55 -" أإنكم لتأتون الرجال شهوة " بيان لإتيانهم الفاحشة وتعليله بالشهوة للدلالة على قبحه ، والتنبيه على أن الحكمة في المواقعة طلب النسل لا قضاء الوطر . " من دون النساء " اللاتي خلقن لذلك . " بل أنتم قوم تجهلون " تفعلون فعل من يجهل قبحها ، أو يكون سفيهاً لا يميز بين الحسن والقبيح ، أو تجهلون العاقبة والتاء فيه لكون الموصوف به في معنى المخاطب .
55. Must ye needs lust after men instead of women? Nay, but ye are folk who act senselessly.
55 - Would ye really approach men in your lusts rather than women? Nay, ye are a people (grossly) ignorant!