[النمل : 33] قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ
33 - (قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد) أي أصحاب شدة في الحرب (والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين) نا نطعك
القول في تأويل قوله تعالى : " قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين " .
الثالثة : قوله تعالى : " والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين " سلموا الأمر إلى نظرها مع ما أظهروا لها من القوة والبأس والشدة ، فلما فعلوا ذلك أخبرت عند ذلك بفعل الملوك بالقرى التي يتغلبون عليها . وفي هذا الكلام خوف على قومها ، وحيطة واستعظام لأمر سليمان عليه السلام .
لما قرأت عليهم كتاب سليمان, استشارتهم في أمرها وما قد نزل بها, ولهذا قالت "يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون" أي حتى تحضرون وتشيرون "قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد" أي منوا إليها بعددهم وعددهم وقوتهم, ثم فوضوا إليها بعد ذلك الأمر فقالوا: "والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين" أي نحن ليس لنا عاقة ولا بنا بأس إن شئت أن تقصديه وتحاربيه, فما لنا عاقة عنه. وبعد هذا فالأمر إليك مري فينا رأيك نمتثله ونطيعه. قال الحسن البصري رحمه الله: فوضوا أمرهم إلى علجة تضطرب ثدياها, فلما قالوا لها ما قالوا, كانت هي أحزم رأياً منهم وأعلم بأمر سليمان, وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه وما سخر له من الجن والإنس والطير. وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمراً عجيباً بديعاً, فقالت لهم: إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه فيقصدنا بجنوده ويهلكنا بمن معه ويخلص إلي وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا. ولهذا قالت "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" قال ابن عباس : أي إذا دخلوا بلداً عنوة أفسدوه أي خربوه "وجعلوا أعزة أهلها أذلة" أي وقصدوا من فيها من الولاة والجنود فأهانوهم غاية الهوان إما بالقتل أو بالأسر. قال ابن عباس : قالت بلقيس "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" قال الرب عز وجل: "وكذلك يفعلون" ثم عدلت إلى المصالحة والمهادنة والمسالمة والمخادعة والمصانعة, فقالت "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون" أي سأبعث إليه بهدية تليق بمثله وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك, فلعله يقبل ذلك منا ويكف عنا, أو يضرب علينا خراجاً نحمله إليه في كل عام ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا. قال قتادة رحمه الله: ما كان أعقلها في إسلامها وشركها, علمت أن الهدية تقع موقعاً من الناس. وقال ابن عباس وغير واحد: قالت لقومها إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه, وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه.
فـ 33- "قالوا" مجيبين لها " نحن أولو قوة " في العدد والعدة "وأولو بأس شديد" عند الحرب واللقاء، لنا من الشجاعة والنجدة ما نمنع به أنفسنا وبلدنا ومملكتنا، ثم فوضوا الأمر إليها لعلمهم بصحة رأيها وقوة عقلها فقالوا: "والأمر إليك" أي موكول إلى رأيك ونظرك "فانظري ماذا تأمرين" أي تأملي ماذا تأميرنا به فنحن سامعون لأمرك مطيعون له.أس
33- "قالوا"، مجيبين لها: " نحن أولو قوة "، في القتال، " وأولو بأس شديد "، عند الحرب، قال مقاتل: أرادوا بالقوة كثرة العدد، وبالبأس الشديد الشجاعة، وهذا تعريض منهم بالقتال إن أمرتهم بذلك، ثم قالوا: "والأمر إليك"، أيتها الملكة في القتال وتركه، "فانظري"، من الرأي، "ماذا تأمرين"، تجدينا لأمرك مطيعين.
33 -" قالوا نحن أولو قوة " بالأجساد والعدد . " وأولو بأس شديد " نجدة وشجاعة . " والأمر إليك " موكول . " فانظري ماذا تأمرين " من المقاتلة أو الصلح نطعك ونتبع رأيك .
33. They said: We are lords of might and lords of great prowess, but it is for thee to command; so consider what thou wilt command.
33 - They said: We are endued with strength, and given to vehement war: but the command is with thee; so consider what thou wilt command.