[الشعراء : 211] وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ
211 - (وما ينبغي) يصلح (لهم) أن ينزلوا به (وما يستطيعون) ذلك
القول في تأويل قوله تعالى :" وما ينبغي لهم وما يستطيعون " .
قوله تعالى : " وما ينبغي لهم وما يستطيعون " .
يقول تعالى مخبراً عن كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أنه نزل به الروح الأمين المؤيد من الله "وما تنزلت به الشياطين" ثم ذكر أنه يمتنع عليهم ذلك من ثلاثة أوجه: أحدها أنه ما ينبغي لهم, أي ليس هو من بغيتهم ولا من طلبتهم, لأن من سجاياهم الفساد وإضلال العباد, وهذا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ونور وهدى وبرهان عظيم, فبينه وبين الشياطين منافاة عظيمة, ولهذا قال تعالى: "وما ينبغي لهم".
وقوله تعالى: "وما يستطيعون" أي ولو انبغى لهم ما استطاعوا ذلك, قال الله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله" ثم بين أنه لو انبغى لهم واستطاعوا حمله وتأديته, لما وصلوا إلى ذلك, لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله, لأن السماء ملئت حرساً شديداً وشهباً في مدة إنزال القرآن على رسول الله, فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استماع حرف واحد منه لئلا يشتبه الأمر, وهذا من رحمة الله بعباده, وحفظه لشرعه, وتأييده لكتابه ولرسوله, ولهذا قال تعالى: "إنهم عن السمع لمعزولون" كما قال تعالى مخبراً عن الجن " وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ".
211- "وما ينبغي لهم" ذلك، ولا يصح منهم "وما يستطيعون" ما نسبه الكفار إليهم أصلاً.
211- "وما ينبغي لهم"، أن ينزلوا بالقرآن، "وما يستطيعون"، ذلك.
211 -" وما ينبغي لهم " وما يصح لهم أن يتنزلوا به . " وما يستطيعون " وما يقدرون .
211. It is not meet for them, nor is it in their power,
211 - It would neither suit them nor would they be able (to produce it).