[الشعراء : 183] وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
183 - (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) لا تنقصوهم من حقهم شيئا (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) بالقتل وغيره من عثى بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعتى عاملها
القول في تأويل قوله تعالى : " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين " .
قوله تعالى : " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين " تقدم في ( هود ) وغيرها .
يأمرهم الله تعالى بإيفاء المكيال والميزان, وينهاهم عن التطفيف فيهما, فقال "أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين" أي إذا دفعتم للناس فكملوا الكيل لهم, ولا تبخسوا الكيل فتعطوه ناقصاً, وتأخذوه إذا كان لكم تاماً وافياً, ولكن خذوا كما تعطون, وأعطوا كما تأخذون "وزنوا بالقسطاس المستقيم" والقسطاس هو الميزان, وقيل هو القبان. قال بعضهم: هو معرب من الرومية. قال مجاهد : القسطاس المستقيم هو العدل بالرومية. وقال قتادة القسطاس العدل. وقوله "ولا تبخسوا الناس أشياءهم" أي لا تنقصوهم أموالهم "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" يعني قطع الطريق, كما قال في الاية الأخرى "ولا تقعدوا بكل صراط توعدون".
وقوله "واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين" يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل, كما قال موسى عليه السلام "ربكم ورب آبائكم الأولين" قال ابن عباس ومجاهد والسدي وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم "والجبلة الأولين" يقول: خلق الأولين وقرأ ابن زيد "ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً".
183- "ولا تبخسوا الناس أشياءهم" البخس النقص، يقال بخسه حقه: إذا نقصه: أي لا تنقصوا الناس حقوقهم التي لهم، وهذا تعميم بعد التخصيص، وقد تقدم تفسيره في سورة هود، وتقدم أيضاً تفسير "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" فيها وفي غيرها.
183- "ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين".
183 -" ولا تبخسوا الناس أشياءهم " ولا تنقصوا شيئاً من حقوقهم . " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " بالقتل والغرة وقطع الطريق .
183. Wring not mankind in their goods, and do not evil, making mischief, in the earth.
183 - And withhold not things justly due to men, nor do evil in the land, working mischief.