[الشعراء : 121] إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
121 - (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين)
يقول تعالى ذكره : إن فيما فعلنا يا محمد بنوح ومن معه من المؤمنين في الفلك المشحون ، حين أنزلنا بأسنا وسطوتنا ، بقومه الذين كذبوه ، لآية لك ولقومك المصدقيك منهم والمكذبيك ، في أن سنتنا تنجية رسلنا وأتباعهم ، إذا نزلت نقمتنا بالمكذبين بهم من قومهم ، وإهلاك المكذبين بالله ، وكذلك سنتي فيك وفي قومك " وما كان أكثرهم مؤمنين " يقول : ولم يكن أكثر قومك بالذين يصدقونك مما سبق في قضاء الله أنهم لن يؤمنوا " وإن ربك لهو العزيز " في انتقامه ممن كفر به ، وخالف أمره " الرحيم " بالتائب منهم ، أن يعاقبه بعد توبته .
قوله تعالى : "إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين " .
لما طال مقام نبي الله بين أظهرهم, يدعوهم إلى الله تعالى ليلاً ونهاراً, وسراً وجهاراً, وكلما كرر عليهم الدعوة صمموا على الكفر الغليظ والامتناع الشديد, وقالوا في الاخر "لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين" أي لئن لم تنته من دعوتك إيانا إلى دينك, "لتكونن من المرجومين" أي لنرجمنك, فعند ذلك دعا عليهم دعوة استجاب الله منه, فقال "رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحاً" الاية, كما قال في الاية الأخرى "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر" إلى آخر الاية. وقال ههنا "فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون * ثم أغرقنا بعد الباقين" والمشحون هو المملوء بالأمتعة والأزواج التي حمل فيها من كل زوجين اثنين, أي أنجينا نوحاً ومن اتبعه كلهم, وأغرقنا من كفر به وخالف أمره كلهم أجمعين " إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
121- "إن في ذلك لآية" أي علامة وعبرة عظيمة "وما كان أكثرهم مؤمنين" كان زائدة عند سيبويه وغيره على ما تقدم تحقيقه.
121- "إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين".
121 -" إن في ذلك لآيةً " شاعت وتواترت . " وما كان أكثرهم مؤمنين " .
121. Lo! herein is indeed a portent, yet most of them are not believers.
121 - Verily in this is a Sign: but most of them do not believe.