[الفرقان : 25] وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا
25 - (ويوم تشقق السماء) كل سماء (بالغمام) معه وهو غيم أبيض (ونزل الملائكة) من كل سماء (تنزيلا) هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا وفي قراءة بتشديد شين تشقق بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها وفي أخرى ننزل بنونين الثانية ساكنة وضم اللام ونصب الملائكة
اختلف القراء في قراءة قوله : " تشقق " فقرأته عامة قراء الحجام : و يوم تشقق تبشديد الشين بمعنى : تتشقق ، فأدغموا إحدى التاءين في الشين فشددوها ، كما قال : " لا يسمعون إلى الملإ الأعلى " الصافات : 8 .
و قرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة " و يوم تشقق " بتخفيف الشين و الاجتزاء بإحدى التاءين من الأخرى .
و القول في ذلك عندى : أنهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار بمعنى واحد ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . و تأويل الكلام : و يوم تشقق السماء عن الغمام . و قيل : إن ذلك غمام أبيض مثل الغمام الذي ظلل على بني إسرائيل ، و جعلت الباء في قوله : " بالغمام " مكان عن كما تقول : رميت عن القوس و بالقوس و على القوس ، بمعنى واحد .
و بنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : " و يوم تشقق السماء بالغمام " قال : هو الذي قال :" في ظلل من الغمام " البقرة : 210 الذي يأتي الله فيه يوم القيامة ، و لم يكن في تلك قط إلا لبني إسرائيل . قال ابن جريج : الغمام الذي يأتي الله فيه غمام زعموا في الجنة .
قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن عبد الجليل ، عن أبي حازم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : يهبط الله حين يهبط ، و بينه و بين خلقه سبعون حجابا ، منها النور و الظلمة و الماء ، فيصوت الماء صوتا تنخلع له القلوب .
قال: ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عكرمة ، في قوله : " يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة " البقرة : 210 يقول : و الملائكة حوله .
قال : ثني حجاج ، عن مبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، أنه سمع ابن عباس يقول : إن هذه السما إذا انشقت نزل منها من الملائكة أكثر من الجن و الإنس ، و هو يوم التلاق ، يوم يلتقي أهل السماء و أهل الأرض نفيقول أهل الأرض : جاء ربنا ، فيقولون : لم يجئ و هو آت ، ثم تتشقق السما الثانية ، ثم سماء سماء على قدر ذلك من التضعيف إلى السماء السابعة ، فينزل منها من الملائكة أكثر من جميع من نزل من السماوات و من الجن و الإنس ، قال : فتنزل الملائكة الكروبيون ، ثم يأتي ربن تبارك و تعالى في حملة العرش الثمانية بينكعب كل ملك و ركبته مسيرة سبعين سنة ، و بين فخذه و منكبه مسيرة سبعين سنة نقال : و كل ملك منهم لم يتأمل وجه صاحبه ، و كل ملك منهم واضع رأسه بين ثدييه يقول : سبحان الملك القدوس ، و على رءوسهم شيء مبسوط كأنه القباء ، و العرش فوق ذلك ثم وقف .
قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، عن هارون بن وثاب ، عن شهر بن حوشب ، قال : حملة العرش ثمانية ، فأربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم و بحمدك ، لك الحمد على حلمك بعد علمك . و أربعة يقولون : سبحانك اللهم و بحمدك ، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك .
قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ،عن أبي بكر بن عبد الله ، قال : إذا نظر أهل الأرض إلى العرش يهبط عليهم فوقهم ، شخصت إليه أبصارهم ، ورجفت كلاهم في أجوافهم . قال : و طارت قلوبهم من مقرها في صدورهم إلى حناجرهم .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : " ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " يعنى يوم القيامة حين تشقق السما بالغمام ، و تنزل الملائكة تنزيلا .
و قوله : " ونزل الملائكة تنزيلا " يقول : و نزل الملائكة إلى الأرض تنزيلا " الملك يومئذ الحق للرحمن " يقول : الملك الحق يومئذ خالص للرحمن دون كل من سواه ،و بطلت الممالك يومئذ سوى ملكه . و قد كان في الدنيا ملوك ، فبطل الملك يومئذ سوى ملك الجبار " و كان يوما على الكافرين عسيرا " يقول : و كان يوم تشقق السماء بالغمام يوما على أهل الكفر بالله عسيرا ، يعنى صعبا شديدا .
قوله تعالى : " ويوم تشقق السماء بالغمام " أي واذكر تشقق السماء بالغمام . وقرأه عاصم و الأعمش و يحيى و حمزة و الكسائي و أبو عمرو : " تشقق " بتخفيف الشين وأصله تتشقق بتاءين فحذفوا الأولى تخفيفاً ، واختاره أبو عبيد . الباقون " تشقق " بتشديد الشين على الإدغام ، واختاره أبو حاتم . وكذلك في ( ق ) . "بالغمام " أي عن الغمام . والياء وعن يتعاقبان ، كما تقول : رميت بالقوس وعن القوس . وري أن السماء تتشقق عن سحاب أبيض رقيق مثل الضبابة ، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم فتنشق السماء عنه وهو الذي قال تعالى : " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام " [ البقرة : 210 ] . " ونزل الملائكة " من السموات ، ويأتي الرب جل وعز في لثمانية الذين يحملون العرش لفصل القضاء ، على ما يجوز أن يحمل عليه إتيانه ، لا على ما تحمل عليه صفات المخلوقين من الحركة والانتقال . وقال ابن عباس : تتشقق سماء الدنيا فينزل أهلها أكثر ممن في سماء الدنيا ، ثم كذلك حتى تنشق السماء السابعة ، ثم ينزل الكروبيون وحملة العرش ، وهو معنى قوله : " ونزل الملائكة تنزيلا " أي من السماء إلا الأرض لحساب الثقلين . وقيل : إن السماء تنشق بالغمام الذي بينها وبين الناس ، فبتشقق الغمام تتشقق السماء ، فإذا انشقت السماء انتقض تركيبها وطويت ونزلت الملائكة إلى مكان سواها . وقرأ ابن كثير : ( ونزل الملائكة ) بالنصب من الإنزال . الباقون : " ونزل الملائكة " بالرفع . دليله : " تنزيلا " ولو كان على الأول لقال إنزالاً . وقد قيل : إن نزل وأنزل بمعنى ، فجاء ) تنزيلا ) على ( نزل ) وقد قرأ عبد الوهاب عن أبي عمرو : " ونزل الملائكة تنزيلا " . وقرأ ابن مسعود : (ونزل الملائكة ) أبي بن كعب : (ونزلت الملائكة ) وعنه ( ونزلت الملائكة ) .
يخبر تعالى عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من الأمور العظيمة, فمنها انشقاق السماء وتفطرها, وانفراجها بالغمام وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار, ونزول ملائكة السموات يومئذ فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر, ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء. قال مجاهد : وهذا كما قال تعالى: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" الاية.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحارث , حدثنا مؤمل , حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران , عن ابن عباس أنه قرأ هذه الاية "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً" قال ابن عباس رضي الله: عنهما يجمع الله تعالى الخلق يوم القيامة في صعيد واحد: الجن والإنس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق, فتنشق السماء الدنيا, فينزل أهلها وهم أكثر من الجن والإنس ومن جميع الخلق, فيحيطون بالجن والإنس وجميع الخلق, ثم تنشق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع الخلق, فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والإنس وجميع الخلق, ثم تنشق السماء الثالثة فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الثانية والسماء الدنيا ومن جميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم وبالجن والإنس وجميع الخلق, ثم كذلك كل سماء على ذلك التضعيف, حتى تنشق السماء السابعة فينزل أهلها وهم أكثر ممن نزل قبلهم من أهل السموات ومن الجن والإنس ومن جميع الخلق, فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم من أهل السموات وبالجن والإنس وجميع الخلق كلهم, وينزل ربنا عز وجل في ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السموات السبع ومن الجن والإنس, وجميع الخلق لهم قرون كأكعب القنا, وهم تحت العرش لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتقديس لله عز وجل, ما بين أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام, وما بين كعبه إلى ركبته مسيرة خمسمائة عام, وما بن ركبته إلى حجزته مسيرة خمسمائة عام, وما بين حجزته إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام, وما بين ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام. وما فوق ذلك مسيرة خمسمائة عام وجهنم مجنبته, وهكذا رواه ابن حاتم بهذا السياق.
وقال ابن جرير : حدثنا القاسم , حدثنا الحسين , حدثني الحجاج عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران أنه سمع ابن عباس يقول: إن هذه السماء إذا انشقت ينزل منها من الملائكة أكثر من الإنس والجن, وهو يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض, فيقول أهل الأرض: جاء ربنا ؟ فيقولون: لم يجىء وهو آت, ثم تنشق السماء الثانية, ثم سماء سماء على قدر ذلك من التضعيف إلى السماء السابعة, فينزل منها من الملائكة أكثر من جميع من نزل من السموات ومن الجن والإنس. قال: فتنزل الملائكة الكروبيون, ثم يأتي ربنا في حملة العرش الثمانية بين كعب كل ملك وركبته مسيرة سبعين سنة, وبين فخذه ومنكبه مسيرة سبعين سنة. قال: وكل ملك منهم لم يتأمل وجه صاحبه, وكل ملك منهم واضع رأسه بين ثدييه, يقول: سبحان الملك القدوس, وعلى رؤوسهم شيء مبسوط كأنه القباء, والعرش فوق ذلك, ثم وقف, فمداره على علي بن زيد بن جدعان , وفيه ضعف وفي سياقاته غالباً, وفيها نكارة شديدة, وقد ورد في حديث الصور المشهور قريب من هذا, والله أعلم, وقد قال الله تعالى: "فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" قال شهر بن حوشب : حملة العرش ثمانية, أربعة منهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك. وأربعة منهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ورواه ابن جرير عنه. وقال أبو بكر بن عبد الله : إذا نظر أهل الأرض إلى العرش يهبط عليهم من فوقهم, شخصت إليه أبصارهم, ورجفت كلاهم في أجوافهم, وطارت قلوبهم من مقرها من صدورهم إلى حناجرهم. قال ابن جرير: حدثنا القاسم , حدثنا الحسين , حدثنا المعتمر بن سليمان عن عبد الجليل عن أبي حازم عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله عز وجل حين يهبط, وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب, منها النور والظلمة فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتاً تنخلع له القلوب, وهذا موقوف على عبد الله بن عمرو من كلامه, ولعله من الزاملتين, والله أعلم.
وقوله تعالى: "الملك يومئذ الحق للرحمن" الاية, كما قال تعالى: "لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار". وفي الصحيح أن الله تعالى يطوي السموات بيمينه, ويأخذ الأرضين بيده الأخرى, ثم يقول: أنا الملك أنا الديان, أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون, أين المتكبرون ؟ وقوله "وكان يوماً على الكافرين عسيراً" أي شديداً صعباً, لأنه يوم عدل وقضاء فصل, كما قال تعالى: "فذلك يومئذ يوم عسير * على الكافرين غير يسير" فهذا حال الكافرين في هذا اليوم, وأما المؤمنون فكما قال تعالى: "لا يحزنهم الفزع الأكبر" الاية.
وروى الإمام أحمد : حدثنا حسين بن موسى , حدثنا ابن لهيعة , حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قيل يا رسول الله "يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده, إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا" وقوله تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً", يخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول صلى الله عليه وسلم, وما جاء به من عند الله من الحق المبين الذي لا مرية فيه, وسلك طريقاً أخرى غير سبيل الرسول, فإذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم, وعض على يديه حسرة وأسفاً, وسواء كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء, فإنها عامة في كل ظالم, كما قال تعالى: "يوم تقلب وجوههم في النار" الايتين, فكل ظالم يندم يوم القيامة غاية الندم, ويعض على يديه قائلاً "يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً" يعني من صرفه عن الهدى وعدل به إلى طريق الضلال من دعاة الضلالة, وسواء في ذلك أمية بن خلف أو أخوه أبي بن خلف أو غيرهما, "لقد أضلني عن الذكر" وهو القرآن "بعد إذ جاءني" أي بعد بلوغه إلي, قال الله تعالى: "وكان الشيطان للإنسان خذولا" أي يخذله عن الحق ويصرفه عنه, ويستعمله في الباطل ويدعوه إليه.
قوله: 25- "ويوم تشقق السماء بالغمام" وصف سبحانه ها هنا بعض حوادث يوم القيامة، والتشقق التفتح، قرأ عاصم والأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وأبو عمرو "تشقق" بتخفيف الشين، وأصله تتشقق، وقرأ الباقون بتشديد الشين على الإدغام واختار القراءة الأولى أبو عبيد، واختار الثانية أبو حاتم، ومعنى تشققها بالغمام: أنها تتشقق عن الغمام. قال أبو علي الفارسي: تشقق السماء وعليها غمام كما تقول: ركب الأمير بسلاحه: أي وعليه سلاحه وخرج بثيابه: أي وعليه ثيابه. ووجه ما قاله أن الباء وعن يتعاقبان كما تقول: رميت بالقوس. وعن القوس وروي أن السماء تتشقق عن سحاب رقيق أبيض، وقيل إن السماء تتشقق بالغمام الذي بينها وبين الناس. والمعنى: أنه يتشقق السحاب بتشقق السماء، وقيل إنها تشقق لنزول الملائكة كما قال سبحانه بعد هذا "ونزل الملائكة تنزيلاً" وقيل إن الباء في بالغمام سببية: أي بسبب الغمام، يعني بسبب طلوعه منها كأنه الذي تتشقق به السماء، وقيل إن الباء متعلقة بمحذوف: أي متلبسة بالغمام. قرأ ابن كثير "ننزل الملائكة" مخففاً، من الإنزال بنون بعدها نون ساكنة وزاي مخففة بكسرة مضارع أنزل، والملائكة منصوبة على المفعولية. وقرأ الباقون من السبعة "ونزل" بضم النون وكسر الزاي المشددة ماضياً مبنياً للمفعول، وقرأ ابن مسعود وأبو رجاء نزل بالتشديد ماضياً مبنياً للفاعل وفاعله الله سبحانه، وقرأ أبي بن كعب أنزل الملائكة وروي عنه أنه قرأ تنزلت الملائكة وقد قرئ في الشواذ بغير هذه، وتأكيد هذا الفعل بقوله تنزيلاً يدل على أن هذا التنزيل على نوع غريب ونمط عجيب. قال أهل العلم: إن هذا تنزيل رضاً ورحمة لا تنزيل سخط وعذاب.
قوله عز وجل: 25- "ويوم تشقق السماء بالغمام"، أي: عن الغمام، الباء وعن يتعاقبان، كما يقال: رميت عن القوس وبالقوس، وتشقق بمعنى تتشقق، أدغموا إحدى التاءين، وقرأ الآخرون بالتشديد، أي: تتشقق بالغمام، وهو غمام أبيض رقيق مثل الضبابة، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم. "ونزل الملائكة تنزيلاً"، وقرأ ابن كثير: وننزل بنونين خفيف ورفع اللام، الملائكة نصب، قال ابن عباس: تشقق السماء الدنيا فينزل أهلها، وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس، ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها، وهم أكثر ممن في السماء الدنيا، ومن الجن والإنس، ثم كذلك حتى تشقق السماء السابعة وأهل كل سماء يزيدون على أهل السماء التي قبلها، ثم ينزل الكروبيون ثم حملة العرش.
25ـ " ويوم تشقق السماء " أصله تتشقق فحذفت التاء ، وأدغمها ابن كثير و ونافع و ابن عامر و يعقوب . " بالغمام " بسبب طلوع الغمام منها
وهو الغمام المذكور في قوله " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة " . " ونزل الملائكة تنزيلاً " في ذلك الغمام بصحائف أعمال العباد ، وقرأ ابن كثير (( وننزل )) وقرئ (( نزلت )) (( وأنزل )) " ونزل الملائكة " بحذف نون
الكلمة .
25. A day when the heaven with the clouds will be rent asunder and the angels will be sent down, a grand descent.
25 - The Day the heaven shall be rent asunder with clouds, and angels shall be sent down, descending (in ranks),