[الحج : 68] وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ
68 - (وإن جادلوك) في أمر الدين (فقل الله أعلم بما تعملون) فيجازيكم عليه وهذا قبل الأمر بالقتال
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم : وإن جادلك يا محمد هؤلاء المشركون بالله في نسكك ، فقل : الله أعلم بما تعملون و نعمل .
كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " وإن جادلوك " قال : قول أهل الشرك : أما ما ذبح الله بيمينه " فقل الله أعلم بما تعملون " لنا أعمالنا و لكم أعمالكم .
وقوله : " الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون " يقول تعالى ذكره : و الله يقضي بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه من أمر دينكم تختلفون ، فتعلمون حينئذ أيها المشركون المحق من المبطل .
قوله تعالى: " وإن جادلوك " أي خاصموك يا محمد، يريد مشركي مكة. " فقل الله أعلم بما تعملون " يريد من تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم، عن ابن عباس. وقال مقاتل : هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وهو في السماء السابعة لما رأى من آيات ربه الكبرى، فأوحى الله إليه " وإن جادلوك " بالباطل فدافعهم بقولك " الله أعلم بما تعملون " من الكفر والتكذيب، فأمره الله تعالى بالإعراض عن مماراتهم صيانةً له عن الاشتغال بتعنتهم، ولا جواب لصاحب العناد.
يخبر تعالى أنه جعل لكل قوم منسكاً, قال ابن جرير : يعني لكل أمة نبي منسكاً, قال: وأصل المنسك في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الإنسان ويتردد إليه إما لخير أو شر, قال: ولهذا سميت مناسك الحج بذلك لترداد الناس إليها وعكوفهم عليها, فإن كان كما قال من أن المراد لكل أمة نبي جعلنا منسكاً, فيكون المراد بقوله فلا ينازعنك في الأمر أي هؤلاء المشركين, وإن كان المراد لكل أمة جعلنا منسكاً جعلاً قدرياً كما قال: "ولكل وجهة هو موليها" ولهذا قال ههنا: "هم ناسكوه" أي فاعلوه, فالضمير ههنا عائد على هؤلاء الذين لهم مناسك وطرائق, أي هؤلاء إنما يفعلون هذا عن قدر الله وإرادته, فلا تتأثر بمنازعتهم لك ولا يصرفك ذلك عما أنت عليه من الحق, ولهذا قال: "وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم" أي طريق واضح مستقيم موصل إلى المقصود, وهذا كقوله: "ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك".
وقوله: "وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون". كقوله: "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون". وقوله: "الله أعلم بما تعملون" تهديد شديد ووعيد أكيد, كقوله: "هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم" ولهذا قال: "الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون" وهذه كقوله تعالى: "فلذلك فادع واستقم كما أمرت و لا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب".الاية.
68- "وإن جادلوك" أي وإن أبوا إلا الجدال بعد البيان وظهور الحجة عليهم " فقل الله أعلم بما تعملون " أي فكل أمرهم إلى الله وقل لهم هذا القول المشتمل على الوعيد.
68. " وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ".
68ـ " وإن جادلوك " وقد ظهر الحق ولزمت الحجة . " فقل الله أعلم بما تعملون " من المجادلة الباطلة وغيرها فيجازيكم عليها ، وهو وعيد فيه رفق .
68. And if thy wrangle with thee, say: Allah is best aware of what ye do.
68 - If they do wrangle with thee, say, God knows best what it is ye are doing.