[الأنبياء : 15] فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ
15 - (فما زالت تلك) الكلمات (دعواهم) يدعون بها ويرددونها (حتى جعلناهم حصيدا) أي كالزرع المحصود بالمناجل بأن قتلوا بالسيف (خامدين) ميتين كخمود النار إذا طفئت
القول في تأويل قوله تعالى : " فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " .
" فما زالت تلك دعواهم " أي لم يزالوا يقولون: " يا ويلنا إنا كنا ظالمين ". " حتى جعلناهم حصيدا " أي بالسيوف كما يحصد الزرع بالمنجل، قاله مجاهد . وقال الحسن : أي بالعذاب. " خامدين " أي ميتين. والخمود الهمود كخمود النار إذا طفئت فشبه خمود الحياة بخمود النار، كما يقال لمن مات قد طفىء تشبيهاً بانطفاء النار.
يقول تعالى منبهاً على شرف القرآن ومحرضاً لهم على معرفة قدره: "لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم" قال ابن عباس : شرفكم. وقال مجاهد : حديثكم. وقال الحسن : دينكم, "أفلا تعقلون" أي هذه النعمة, وتتلقونها بالقبول, كما قال تعالى: "وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون". وقوله "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة" هذه صيغة تكثير, كما قال: "وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح" وقال تعالى: " فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها " الاية.
وقوله "وأنشأنا بعدها قوماً آخرين" أي أمة أخرى بعدهم "فلما أحسوا بأسنا" أي تيقنوا أن العذاب واقع بهم لا محالة كما وعدهم نبيهم "إذا هم منها يركضون" أي يفرون هاربين "لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم" هذا تهكم بهم نزراً, أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب, وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة. قال قتادة استهزاء بهم, "لعلكم تسألون" أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم, "قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين" اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك, "فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين" أي ما زالت تلك المقالة, وهي الاعتراف بالظلم هجيراهم حتى حصدناهم حصداً, وخمدت حركاتهم وأصواتهم خموداً.
15-" فما زالت تلك دعواهم " أي ما زالت هذه الكلمة دعواهم: أي دعوتهم، والكلمة هي قولهم يا ويلنا أي يدعون بها ويرددونها "حتى جعلناهم حصيداً" أي بالسيوف كما يحصد الزرع بالمنجل، والحصيد هنا بمعنى المحصود، ومعنى "خامدين" أنهم ميتون، من خمدت النار إذا طفئت، فشبه خمود الحياة بخمود النار، كما يقال لمن مات قد طفئ.
15. " فما زالت تلك دعواهم "، أي تلك الكلمة وهي قولهم يا ويلنا، دعاؤهم يدعون بها ويرددونها.
" حتى جعلناهم حصيدا "، بالسيوف كما يحصد الزرع، " خامدين " ميتين.
15ـ " فما زالت تلك دعواهم " فما زالوا يرددون ذلك ، وإنما سماه دعوى لأن المولول كأنه يدعو الويل ويقول : يا ويل تعال فهذا أوانك ، وكل من " تلك " و " دعواهم " يحتمل الاسمية والخبرية . " حتى جعلناهم حصيداً " مثل الحصيد وهو النبت المحصود ولذلك لم يجمع . " خامدين " ميتين من خمدت النار وهو مع " حصيدا " منزلة المفعول الثاني كقولك : جعلته حلوا ً حامضاً إذ المعنى : وجعلناهم جامعين لمماثلة الحصيد والخمود أو صفة له أو حال من ضميره .
15. And this their crying ceased not till We made them as reaped corn, extinct.
15 - And that cry of theirs ceased not, till we made them as a field that is mown, as ashes silent and quenched.