[الأنبياء : 14] قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
14 - (قالوا يا) للتنبيه (ويلنا) هلاكنا (إنا كنا ظالمين) بالكفر
يقول تعالى ذكره : قال هؤلاء الذين أحل الله بهم بأسه بظلمهم ، لما نزل بهم بأس الله : يا ويلنا إنا كنا ظالمين ، بكفرنا بربنا ، " فما زالت تلك دعواهم " ، يقول فلم تزل دعواهم ، حين أتاهم بأس الله بظلمهم أنفسهم : " يا ويلنا إنا كنا ظالمين " حتى قتلهم الله ، فحصدهم بالسيف كما يحصد الزرع و يستأصل قطعا بالمناجل . و قوله : " خامدين " يقول : هالكين قد انطفأت شرارتهم وسكنت حركتهم ، فصاروا همودا كما تخمد النار فتطفأ .
و بنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : "فما زالت تلك دعواهم " ... آلاية ، فلما رأوا العذاب و عاينوه لم يكن لهم هجيرى إلا قولهم " يا ويلنا إنا كنا ظالمين " حتى دمر الله عليهم و أهلهم .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر عن قتادة : " قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " يقول : حتى هلكوا .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال ابن عباس : "حصيدا " الحصاد " خامدين " خمود النار إذا طفئت .
حدثنا سعيد بن الربيع ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : إنهم كانوا أهل حصون ، و إن الله بعث عليهم بختنصر ، فبعث إليهم جيشا فقتلهم بالسيف ، و قتلوا نبيا لهم فحصدوا بالسيف و ذلك قوله : " فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " بالسيف .
" قالوا يا ويلنا " لما قالت لهم الملائكة: " لا تركضوا " ونادت يا لثارات الأنبياء! ولم يروا شخصاً يكلمهم عرفوا أن الله عز وجل هو الذي سلط عليهم عدوهم بقتلهم النبي الذي بعث فيهم، فعند ذلك قالوا: " يا ويلنا إنا كنا ظالمين " فاعترفوا بأنهم ظلموا حين لا ينفع الاعتراف.
يقول تعالى منبهاً على شرف القرآن ومحرضاً لهم على معرفة قدره: "لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم" قال ابن عباس : شرفكم. وقال مجاهد : حديثكم. وقال الحسن : دينكم, "أفلا تعقلون" أي هذه النعمة, وتتلقونها بالقبول, كما قال تعالى: "وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون". وقوله "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة" هذه صيغة تكثير, كما قال: "وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح" وقال تعالى: " فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها " الاية.
وقوله "وأنشأنا بعدها قوماً آخرين" أي أمة أخرى بعدهم "فلما أحسوا بأسنا" أي تيقنوا أن العذاب واقع بهم لا محالة كما وعدهم نبيهم "إذا هم منها يركضون" أي يفرون هاربين "لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم" هذا تهكم بهم نزراً, أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب, وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة. قال قتادة استهزاء بهم, "لعلكم تسألون" أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم, "قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين" اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك, "فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين" أي ما زالت تلك المقالة, وهي الاعتراف بالظلم هجيراهم حتى حصدناهم حصداً, وخمدت حركاتهم وأصواتهم خموداً.
14- "قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين" أي قالوا لما قالت لهم الملائكة لا تركضوا يا ويلنا: أي بإهلاكنا إنا كنا ظالمين لأنفسنا مستوجبين العذاب بما قدمنا، فاعترفوا على أنفسهم بالظلم الموجب للعذاب.
14. " قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين ".
14ـ " قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين " لما رأوا العذاب ولم يروا وجه النجاة فلذلك لم ينفعهم . وقيل إن أهل حضور من قرى اليمن بعث إليهم نبي فقتلوه فسلط الله عليهم بختنصر فوضع السيف فيهم فنادى مناد من السماء يا لثارات الأنبياء فندموا وقالوا ذلك .
14. They cried: Alas for us! Lo! we were wrongdoers.
14 - They said: Ah! woe to us! we were indeed wrong doers!