[طه : 2] مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
2 - (ما أنزلنا عليك القرآن) يا محمد (لتشقى) لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل أي خفف عن نفسك
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما أنزل الله عليه الوحي يقوم على صدور قدميه إذا صلى فأنزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
واخرج عبد الله بن حميد في تفسيره عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه ليقوم على كل رجل حتى نزلت ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال قالوا لقد شقي هذا الرجل بربه فأنزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
فتأويل الكلام إذن : يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، ما أنزلناه عليك فنكلفك ما لا طاقة لك به من العمل . وذكر أنه قيل له ذلك بسبب ما كان يلقى من النصب والعناء والسهر في قيام الليل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم ، قال ؟ ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" قال : هي مثل قوله " فاقرؤوا ما تيسر منه " [المزمل : 20] فكانوا يعلقون الحبال في صدورهم في الصلاة.
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" قال في الصلاة كقوله " فاقرؤوا ما تيسر منه " [المزمل : 25] فكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" لا والله ما جعله الله شقياً، ولكن جعله رحمةً ونوراً، ودليلاً إلى الجنة.
قوله تعالى: " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " وقرىء ما نزل عليك القرآن لتشقى. قال النحاس : بعض النحويين يقول هذه لام النفي، وبعضهم يقول لام الجحود. وقال أبو جعفر: وسمعت أبا الحسن بن كيسان يقول: إنها لام الخفض، والمعنى ما أنزلنا عليك القرآن للشقاء. والشقاء يمد ويقصر. وهو من ذوات الواو. وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب، أي ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب. قال الشاعر:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
فمعنى لتشقى ((لتتعب)) بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم، وتحسرك على أن يؤمنوا، كقوله تعالى: " فلعلك باخع نفسك على آثارهم " [الكهف: 6] أي ما عليك إلا أن تبلغ وتذكر، ولم يكتب عليك أن يؤمنوا لا محالة بعد أن لم تفرط في أداء الرسالة والموعظة الحسنة. وروي أن أبا جهل - لعنه الله تعالى - والنضر بن الحارث قالا للنبي صلى الله عليه وسلم إنك شقي لأننك تركت دين آبائك، فأريد رد ذلك بأن دين الإسلام وهذا القرآن هو السلم إلى نيل كل فوز، والسبب في درك كل سعادة، وما فيه الكفرة هو الشقاوة بعينها. وعلى الأقوال المتقدمة أنه عليه الصلاة والسلام صلى بالليل حتى تورمت قدماه، فقال له جبريل: أبق على نفسك فإن لها عليك حقاً، أي ما أنزلنا عليك القرآن لتنهك نفسك في العبادة، وتذيقها المشقة الفادحة، وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة.
قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسين بن محمد بن شيبة الواسطي , حدثنا أبو أحمد ـ يعني الزبيري ـ أنبأنا إسرائيل عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: طه يا رجل, وهكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء ومحمد بن كعب وأبي مالك وعطية العوفي والحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن أبزى أنهم قالوا: طه بمعنى يا رجل.. وفي رواية عن ابن عباس وسعيد بن جبير والثوري أنها كلمة بالنبطية معناها يا رجل. وقال أبو صالح : هي معربة.
وأسند القاضي عياض في كتابه الشفاء من طريق عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا هاشم بن القاسم عن ابن جعفر عن الربيع بن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى " , فأنزل الله تعالى: "طه" يعني: طأ الأرض يا محمد "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" ثم قال: ولا يخفى بما في هذا الإكرام وحسن المعاملة وقوله: " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " قال جويبر عن الضحاك : لما أنزل الله القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم قام به هو وأصحابه, فقال المشركون من قريش: ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى, فأنزل الله تعالى: " طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى " فليس الأمر كما زعمه المبطلون, بل من آتاه الله العلم فقد أراد به خيراً كثيراً, كما ثبت في الصحيحين عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال: حدثنا أحمد بن زهير , حدثنا العلاء بن سالم , حدثنا إبراهيم الطالقاني , حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب , عن ثعلبة بن الحكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي" إسناده جيد, وثعلبة بن الحكم هذا هو الليثي , ذكره أبو عمر في استيعابه, وقال: نزل البصرة ثم تحول إلى الكوفة, وروى عنه سماك بن حرب .
وقال مجاهد في قوله: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" هي كقوله: " فاقرؤوا ما تيسر منه " وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة. وقال قتادة : " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " لا والله ما جعله شقاء, ولكن جعله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة "إلا تذكرة لمن يخشى" إن الله أنزل كتابه وبعث رسوله رحمة رحم بها عباده ليتذكر ذاكر, وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر أنزل الله فيه حلاله وحرامه.
وقوله: "تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى" أي هذا القرآن الذي جاءك يا محمد هو تنزيل من ربك, رب كل شيء ومليكه القادر على ما يشاء, الذي خلق الأرض بانخفاضها وكثافتها, وخلق السموات العلى في ارتفاعها ولطافتها, وقد جاء في الحديث الذي صححه الترمذي وغيره أن سمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام, وبعد ما بينها والتي تليها مسيرة خمسمائة عام, وقد أورد ابن أبي حاتم ههنا حديث الأوعال من رواية العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه. وقوله: "الرحمن على العرش استوى" تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته أيضاً, وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل.
وقوله: "له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" أي الجميع ملكه, وفي قبضته, وتحت تصرفه ومشيئته وإرادته وحكمه, وهو خالق ذلك ومالكه وإلهه لا إله سواه ولا رب غيره. وقوله: "وما تحت الثرى" قال محمد بن كعب : أي ما تحت الأرض السابعة. وقال الأوزاعي : إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعباً سئل فقيل له: ما تحت هذه الأرض ؟ فقال: الماء. قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض. قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الماء قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض. قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الماء, قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض, قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الماء, قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض, قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الصخرة, قيل: وما تحت الصخرة ؟ قال: ملك, قيل: وما تحت الملك ؟ قال: حوت معلق طرفاه بالعرش, قيل: وما تحت الحوت ؟ قال: الهواء والظلمة وانقطع العلم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب , حدثنا عمي , حدثنا عبد الله بن عياش , حدثنا عبد الله بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام, والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء, والحوت على صخرة, والصخرة بيد الملك, والثانية سجن الريح, والثالثة فيها حجارة جهنم, والرابعة فيها كبريت جهنم, والخامسة فيها حيات جهنم, والسادسة فيها عقارب جهنم, والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه, فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء أطلقه" وهذا حديث غريب جداً, ورفعه فيه نظر.
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا أبو موسى الهروي عن العباس بن الفضل قال: قلت ابن الفضل الأنصاري ؟ قال: نعم, عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال: " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك, فأقبلنا راجعين في حر شديد, فنحن متفرقون بين واحد واثنين منتشرين, قال وكنت في أول العسكر إذا عارضنا رجل فسلم, ثم قال: أيكم محمد ؟ ومضى أصحابي ووقفت معه, فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل في وسط العسكر على جمل أحمر مقنع بثوبه على رأسه من الشمس, فقلت: أيها السائل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاك, فقال: أيهم هو ؟ فقلت: صاحب البكر الأحمر, فدنا منه فأخذ بخطام راحلته, فكف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت محمد ؟ قال: نعم. قال: إني أريد أن أسألك عن خصال لا يعلمهن أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان ؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما شئت قال: يا محمد أينام النبي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنام عيناه ولا ينام قلبه قال: صدقت ثم قال: يا محمد من أين يشبه الولد أباه وأمه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء الرجل أبيض غليظ, وماء المرأة أصفر رقيق, فأي الماءين غلب على الاخر نزع الولد فقال: صدقت, فقال: ما للرجل من الولد, وما للمرأة منه ؟ فقال للرجل العظام والعروق والعصب, وللمرأة اللحم والدم والشعر قال: صدقت, ثم قال: يا محمد ما تحت هذه ؟ ـ يعني الأرض ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق فقال: فما تحتهم ؟ قال أرض. قال: فما تحت الأرض ؟ قال: الماء. قال: فما تحت الماء ؟ قال: ظلمة. قال: فما تحت الظلمة ؟ قال: الهواء. قال: فما تحت الهواء ؟ قال: الثرى. قال: فما تحت الثرى ؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء, وقال: انقطع علم الخلق عند علم الخالق, أيها السائل ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فقال صدقت, أشهد أنك رسول الله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس هل تدرون من هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال هذا جبريل عليه السلام". هذا حديث غريب جداً, وسياق عجيب, تفرد به القاسم بن عبد الرحمن هذا, وقد قال فيه يحيى بن معين : ليس يساوي شيئاً, وضعفه أبو حاتم الرازي , وقال ابن عدي : لا يعرف. قلت: وقد خلط في هذا الحديث, ودخل عليه شيء في شيء وحديث في حديث, وقد يحتمل أنه تعمد ذلك أو أدخل عليه فيه, والله أعلم.
وقوله: " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى " أي أنزل هذا القرآن الذي خلق الأرض والسموات العلى الذي يعلم السر وأخفى, كما قال تعالى: "قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : "يعلم السر وأخفى" قال: السر ما أسره ابن آدم في نفسه "وأخفى" ما أخفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه, فالله يعلم ذلك كله, فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد, وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة, وهو قوله: "ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة" وقال الضحاك "يعلم السر وأخفى" قال: السر ما تحدث به نفسك, وأخفى ما لم تحدث به نفسك بعد.
وقال سعيد بن جبير : أنت تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم ما تسر غداً, والله يعلم ما تسر اليوم وما تسر غداً, وقال مجاهد "وأخفى" يعني الوسوسة, وقال أيضاً هو و سعيد بن جبير "وأخفى" أي ما هو عالمه مما لم يحدث به نفسه. وقوله: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى" أي الذي أنزل عليك القرآن, هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى, وقد تقدم بيان الأحاديث الواردة في الأسماء الحسنى في أواخر سورة الأعراف ولله الحمد والمنة.
وجملة 2- "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يعتريه من جهة المشركين من التعب، والشقاء يجيء في معنى التعب. قال ابن كيسان: وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب، ومنه قول الشاعر:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
والمعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم، وتحسرك على أن يؤمنوا، فهو كقوله سبحانه: "فلعلك باخع نفسك" قال النحاس: بعض النحويين يقول: هذه اللام في "لتشقى" لام النفي، وبعضهم يقول لام الجحود. وقال ابن كيسان: هي لام الخفض، وهذا التفسير للآية هو على قول من قال إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديداً لأسماء الحروف، وإن جعلت إسماً للسورة كان قوله: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" خبراً عنها، وهي في موضع المبتدإ، وأما على قول من قال: إن معناها يا رجل، أو بمعنى الأمر بوطء الأرض فتكون الجملة مستأنفة لصرفه صلى الله عليه وسلم عما كان عليه من المبالغة في العبادة.
2 - " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " .
وقيل : لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك ، فنزلت " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " أي لتتعنى وتتعب ، وأصل الشقاء في اللغة العناء .
2ـ " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " خبر " طه " إن جعلته مبتدأ على أنه مؤول بالسورة ، أو " القرآن " والقرآن واقع فيه موقع العائد وجوابه إن جعلته مقسماً به ومنادى له إن جعلته نداء ، واستئناف إن كانت جملة فعلية أو اسمية بإضمار مبتدأ ، أو طائفة من الحروف محكية والمعنى : ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريش إذ ما عليك إلا أن تبلغ ، أو بكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام على ساق . والشقاء شائع بمعنى التعب ومنه أشقى من رائض المهر ، وسيد القوم أشقاهم . ولعله عدل إليه للإشعار بأنه أنزل عليه ليسعد . وقيل رد وتكذيب للكفرة ، فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقى بترك ديننا وإن القرآن أنزل عليك لتشقى به .
2. We have not revealed unto thee (Muhammad) this Quran that thou shouldst be distressed,
2 - We have not sent down The Quran to thee to be (an occasion) for thy distress,