[البقرة : 210] هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ
(هل) ما (ينظرون) ينتظر التاركون الدخول فيه الدخول فيه (إلا أن يأتيهم الله) أي أمره كقوله أو يأتي أمر ربك أي عذابه (في ظلل) جمع ظلة (من الغمام) السحاب (والملائكة وقضي الأمر) تم أمر هلاكهم (وإلى الله تَرجِع الأمور) بالبناء للمفعول والفاعل في الآخرة فيجازي كلا بعمله
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: هل ينظر المكذبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة؟. ثم اختلفت القرأة في قراءة قوله: "والملائكة".فقرأ بعضهم: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة"، بالرفع، عطفا ب "الملائكة" على اسم الله لبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله
والملائكة في ظلل من الغمام. ذكر من قال ذلك:حدثني أحمد بن يوسف، عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال- في قراءة أبي بن كعب: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام - قال: تأتي الملائكة في ظلل من الغمام، ويأتي الله عز وجل فيما شاء. وقد حدثت هذا الحديث عن عمار بن الحسن، عن عبدالله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" الآية، وقال أبو جعفر الرازي: وهي في بعض القراءة: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام ، كقوله: "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا" [الفرقان: 25]. وقرأ ذلك آخرون: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة بالخفض، عطفا
بـ "الملائكة"، على "الظلل"، بمعنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وفي الملائكة. وكذلك اختلفت القرأة في قراءة "ظلل": فقرأها بعضهم: "في ظلل"، وبعضهم: ي ظلال. فمن قرأها "في ظلل"، فإنه وجهها إلى أنها جمع ظلة، و "الظلة"، تجمع ظلل وظلال، كما تجمع الخفة، خلل وخلال ، و الجلة، جلل وجلال وأما الذي قرأها في ظلال، فإنه جعلها جمع ظلة، كما ذكرنا من جمعهم (الخلة) "خلال". وقد يحتمل أن يكون قارئه كذلك، وجهه إلى أن ذلك جمع "ظل"، لأن الظلة والظل قد يجمعان جميعا ظلالا. قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندي: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" ، لخبر " روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفا". فدل بقوله: طاقات ، على أنها ظلل لا ظلال، لأن واحد الظلل أظلة، وهي الطاق، واتباعا لخط المصحف. وكذلك الواجب في كل ما اتفقت معانيه واختلفت في قراءته القرأة، ولم يكن على إحدى القرائتين دلالة تنفصل بها من الأخرى غير اختلاف خط المصحف، فالذي ينبغي أن تؤثر قراءته منها، ما وافق رسم المصحف. وأما الذي هو أولى القرائتين في أوالملائكة، فالصواب بالرفع، عطفا بها على اسم الله تبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وإلا أن تأتيهم الملائكة، على ما روي عن أبي بن كعب. لأن الله جل ثناؤه قد أخبر في غير موضع من كتابه: أن الملائكة تأتيهم، فقال جل ثناؤه: "وجاء ربك والملك صفا صفا" [الفجر: 22]، وقال: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك" [الأنعام: 158].فإن أشكل على امرىء قول الله جل ثناؤه: "والملك صفا صفا"، فظن أنه مخالف معناه معنى قوله:"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة"، إذ كان قوله: "والملائكة" في هذه الآية بلفظ جميع، وفي الأخرى بلفظ الواحد، فإن ذلك خطأ من الظن. وذلك أن الملك في قوله: "وجاء ربك والملك" بمعنى الجميع ومعنى الملائكة. والعرب تذكر الواحد بمعنى الجميع فتقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يراد به: الدراهم والدنانير، و هلك البعير والشاة، بمعنى جماعة الإبل والشاء. فكذلك قوله: والملك بمعنى الملائكة. قال أبو جعفر: ثم اختلف أهل التأويل في قوله: طلل الغمام ، وهل هو من صلة فعل الله جل ثناؤه، أو من صلة فعل الملائكة. ومن الذي يأتي فيها؟. فقال بعضهم: هو من صلة فعل الله، ومعناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظل من الغمام، وأن تأتيهم الملائكة. ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن ابي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام"، قال: هو غير السحاب، لم يكن الا لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا، وهو الذي يأتي الله فيه يوم القيامة.حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام"، قال: يأتيهم الله وتأتيهم الملائكة عند الموت. حدثنا القاسمقال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال، قال عكرمة في قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام"، قال: طاقات من الغمام، والملائكة حوله. قال ابن جريج، وقال غيره: والملائكة بالموت. وقول عكرمة هذا، وان كان موافقا قول من قال إن قوله: "في ظلل من الغمام" من صلة فعل الرب تبارك وتعالى الذي قد تقدم ذكرناه، فإنه له مخالف في صفة الملائكة. وذلك أن الواجب من القراءة، على تأويل قول عكرمة هذا في الملائكة، الخفض، لأنه تأول الآية: هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وفي الملائكة. لأنه زعم أن الله تعالى يأتي في ظلل من الغمام والملائكة حوله. هذا إن كان وجه قوله: والملائكة حوله الى أنهم حول الغمام، وجعل الهاء في حوله من ذكر الغمام. وإن كان وجه قوله: والملائكة حوله إلى أنهم حول الرب تبارك وتعالى، وجعل الهاء في حوله من ذكر الرب عز وجل، فقوله نظير قول الآخرين الذين قد ذكرنا قولهم، غير مخالفهم فى ذلك. وقال آخرون: بل قوله: "في ظلل من الغمام" من صلة فعل الملائكة، وإنما تأتي الملائكة فيها. وأما الرب تعالى ذكره فإنه يأتي فيما شاء. ذكر من قال ذلك: حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن ابي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله:"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" الآية، قال: ذلك يوم القيامة، تأتيهم الملائكة في ظلل من الغمام. قال: الملائكة يجيئون في ظلل من الغمام، والرب تعالى يجيء فيما شاء. قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالصواب في ذلك تاويل من وجه قوله: "في ظلل من الغمام" الى أنه من صلة فعل الرب عز وجل، وأن معناه: هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وتأتيهم الملائكة، لما:- حدثنا به محمد بن حميد قال، حدثنا إبراهيم بن المختار، عن ابن جريج، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفا"، وذلك قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر".وأما معنى قوله: "هل ينظرون"، فإنه: ما ينظرون. وقد بينا ذلك بعلله فيما مضى من كتابنا هذا قبل. ثم اختلف في صفة إتيان الرب تبارك وتعالى الذي ذكره في قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله".فقال بعضهم: لا صفة لذلك غير الذي وصف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول. وغير جائز تكلف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغير جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا.وقال آخرون: إتيانه عز وجل، نظير ما يعرس من مجيء الجائي من موضع إلى موضع، وانتقاله من مكان إلى مكان. وقال آخرون: معنى قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله"، يعني به: هل ينظرون الا أن يأتيهم أمر الله، كما يقال: قد خشينا أن يأتينا بنو أمية، يراد به: حكمهم. وقال آخرون: بل معنى ذلك: هل ينظرون الا أن يأتيهم ثوابه وحسابه وعذابه، كما قال عز وجل:
"بل مكر الليل والنهار" [سبأ: 33]، وكما يقال: قطع الوالي اللص أو ضربه، وإنما قطعه أعوانه. وقد بينا معنى الغمام فيما مضى من كتابنا هذا قبل، فأغنى ذلك عن تكريره. لأن معناه ههنا، هو معناه هنالك. قال أبو جعفر: فمعنى الكلام إذا: هل ينظر التاركون الدخول في السلم كافة، والمتبعون خطوات الشيطان، الأ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، فيقضي في أمرهم ما هو قاض. حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع المديني، عن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: توقفون موقفا واحدا يوم القيامة مقدار سبعين عاما، لا ينظر إليكم ولا يقضى بينكم، قد حصر عليكم، فتبكون حتى ينقطع الدمع، ثم تدمعون دما، وتبكون حتى يبلغ ذلك منكم الأذقان، أو يلجمكم فتصيحون ثم تقولون: من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا؟ فيقولون: من أحق بذلك من أبيكم آدم؟ جبل الله تربته وخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وكفمه قبلا، فيؤتى آدم، فيطلب ذلك إليه، فيأبى. ثم يستقرئون الأنبياء نبيا نبيا، كلما جاؤوا نبيا أبى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى يأتوني، فإذا جاؤوني خرجت حتى اتي الفحص ، قال أبو هريرة يا رسول الله، وما الفحص؟ تال: قدام العرش، فأخر ساجدا، فلا أزال ساجدا حتى يبعث الله إلي ملكا فيأخذ بعضدي فيرفعني، ثم يقول الله لي: يا محمد! فأقول: نعم! وهو أعلم. فيقول: ما شأنك؟ فأقول: يا رب وعدتني بالشفاعة فشفعني في خلقك، فاقض بينهم. فيقول: قد شفعتك، أنا آتيكم فأقضي بينكم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنصرف حتى أقف مع الناس، فبينا نحن وقوف سمعنا حسا من السماء شديدا، فهالنا، فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم، فقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا وهوآت. ثم نزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة، وبمثلي من فيها من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم، وأخذوا مصافهم، فقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا! وهو آت. ثم نزل أهل السماء الثالثة بمثلي من نزل من الملائكة، وبمثلي من في الأرض من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم، وأخذوا مصافهم، فقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا! وهو آت. ثم نزل أهل السموات على عدد ذلك من التضعيف، حتى نزل الجبار في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت! سبحان رب العرش ذي الجبروت! سبحان الحي الذي لا يموت! سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت! سبوح قدوس رب الملائكة والروح! قدوس قدوس! سبحان ربنا الأعلى! سبحان ذي السلطان والعظمة! سبحانه أبدا أبدا! فينزل تبارك وتعالى، يحمل عرشه يومئذ ثمانية، وهم اليوم أربعة! أقدامهم على تخوم الأرض السفلى، والسموات إلى حجزهم، والعرش على مناكبهم. فوضع الله عز وجل عرشه حيث شاء من الأرض، ثم ينادي مناد نداء يسمع الخلائق، فيقول: يا معشر الجن والإنس، إني قد أنصت منذ يوم خلقتكم إلى يومكم هذا، أسمع كلامكم، وأبصر أعمالكم، فأنصتوا إلي، فإنما هي صحفكم وأعمالكم نقرأعليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غيرذلك فلا يلومن إلا نفسه! فيقضي الله عز وجل بين خلقه الجن والإنس والبهائم، فإنه ليقتص يومئذ للجماء من ذات القرن " . قال أبو جعفر: وهذا الخبر يدل على خطا قول قتادة في تأويله قوله: والملائكة أنه يعني به الملائكة تأتيهم عند الموت. لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر أنهم ياتونهم بعد قيام الساعة في موقف الحساب، حين تشقق السماء، وبمثل ذلك روي الخبر عن جماعة من الصحابة والتابعين، كرهنا إطالة الكتاب بذكرهم وذكر ما قالوا في ذلك. ويوضح أيضا صحة ما اخترنا في قراءة قوله: والملائكة بالرفع، على معنى: وتأتيهم الملائكة، ويبين عن خطا قراءة من قرأ ذلك بالخفض، لأنه أخبر صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تأتي أهل القيامة في موقفهم حين تفطر السماء، قبل أن يأتيهم ربهم، في ظلل من الغمام. الا أن يكون قارىء ذلك ذهب إلى أنه عز وجل عنى بقوله ذلك: الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وفي الملائكة الذين يأتون أهل الموقف حين يأتيهم الله في ظلل من الغمام، فيكون ذلك وجها من التأويل، وإن كان بعيدا من قول أهل العلم، ودلالة الكتاب وآثارأرسول الله صلى الله عليه سلم الثابتة. قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك: وفصل القضاء بالعدل بين الخلق، على ما ذكرناه قبل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أخذ الحق لكل مظلوم من كل ظالم، حتى القصاص للجماء من القرناء من البهائم. وأما قوله: "وإلى الله ترجع الأمور"، فإنه يعني: وإلى الله يؤول القضاء بين خلقه يوم القيامة، والحكم بينهم في أمورهم التي جرت في- الدنيا، من ظلم بعضهم بعضا، واعتداء المعتدي منهم حدود الله وخلاف أمره، وإحسان المحسن منهم وطاعته إياه فيما أمره به- فيفصل بين المتظالمين، ويجازي أهل الإحسان بالإحسان، وأهل الإساءة بما رأى، ويتفضل على من لم يكن منهم كافرا فيعفو. ولذلك قال جل ثناؤه: "وإلى الله ترجع الأمور"، وإن كانت أمور الدنيا كلها والآخرة، من عنده مبدؤها، وإليه مصيرها، إذ كان خلقه في الدنيا يتظالمون، ويلي النظر بينهم أحيانا في الدنيا بعض خلقه، فيحكم بينهم بعض عبيده، فيجور بعض ه يعدل بعض، ويصيب واحد ويخطىء واحد، ويمكن من تنفيذ الحكم على بعض، ويتعذر ذلك على بعض، لمنعة جانبه وغلبته بالقوة. فأعلم عباده تعالى ذكره أن مرجع جميع ذلك إليه في موقف القيامة، فينصف كلا من كل، ويجازي حق الجزاء كلا حيث لا ظلم ولا ممتنع من نفوذ حكمه عليه، وحيث يستوي الضعيف والقوي والفقير والغني، ويضمحل الظلم، وينزل سلطان العدل.وإنما أدخل جل وعز: الألف واللام في "الأمور"، لأنه جل ثناؤه عنى بها جميع الأمور، ولم.يعن بها بعضا دون بعض، فكان ذلك بمعنى قول القائل: يعجبني العسل- والبغل أقوى من الحمار، فيدخل فيه الألف واللام، لأنه لم يقصد به قصد بعض دون بعض، إنما يراد به العموم والجمع.
" هل ينظرون " يعني التاركين الدخول في السلم ، و (( هل )) يراد به هنا الجحد ، أي ما ينتظرون : " إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة " ، نظرته وانتظرته بمعنى ، والنظر الانتظار ، وقرأ قتادة و أبو جعفر يزيد بن القعقاع و الضحاك (( في ظلال من الغمام )) وقرأ أبو جعفر (( والملائكة )) بالخفض عطفاً على الغمام ، وتقديره مع الملائكة ، تقول العرب : أقبل الأمير في العسكر ، أي مع العسكر ، (( ظلل )) جمع ظلة في التكسير ، كظلمة وظلم وفي التسليم ظللات ، وأنشد سيبويه :
إذا الوحش ضم الوحش في ظللاتها سواقط من حر وقد كان أظهرا
وظلات وظلال ، جمع ظل في الكثير ، والقليل أظلال ، ويجوز أن يكون ظلال جمع ظلة ، مثل قوله : قلة وقلال ، كما قال الشاعر :
ممزوجة بماء القلال
قال الأخفش سعيد : و " الملائكة " بالخفض بمعنى وفي الملائكة ، قال : والرفع أجود ، كما قال : " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة " [ الأنعام : 158 ] ، " وجاء ربك والملك صفا صفا " [ الفجر : 22 ] قال الفراء : وفي قراءة عبد الله هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام قال قتادة : الملائكة يعني تأتيهم لقبض أرواحهم ، ويقال يوم القيامة ، وهو أظهر ، قال أبو العالية و الربيع : تأتيهم الملائكة في ظلل من الغمام ، ويأتيهم الله فيما شاء ، وقال الزجاج : التقدير في ظلل من الغمام ومن الملائكة ، وقال : ليس الكلام على ظاهره في حقه سبحانه ، وإنما المعنى يأتيهم أمر الله وحكمه ، وقيل : أي بما وعدهم من الحساب والعذاب في ظلل ، مثل : " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " [ الحشر : 2 ] ، أي بخذلانه إياهم ، هذا قول الزجاج ، والأول قول الأخفش سعيد ، وقد يحتمل أن يكون معنى الإتيان راجعاً إلى الجزاء ، فسمى الجزاء إتياناً كما سمى التخويف والتعذيب في قصة نمروذ إتياناً فقال : " فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم " [ النحل : 26 ] ، وقال في قصة النضير : " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب " [ الحشر : 2 ] وقال : " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها " [ الأنبياء : 47 ] ، وإنما احتمل هذه المعاني لأن أصل الإتيان عند أهل اللغة هو القصد إلى الشيء ، فمعنى الآية : هل ينظرون إلا أن يظهر الله تعالى فعلاً من الأفعال مع خلق من خلقه يقصد إلى مجازاتهم ويقضي في أمرهم ما هو قاض ، وكما أنه سبحانه أحدث فعلاً سماه نزولاً واستواء كذلك يحدث فعلاً يسميه إتياناً ، وأفعاله بلا آلة ولا علة ، سبحانه ! وقال ابن عباس في رواية أبي صالح : هذا من المكتوم الذي لا يفسر ، وقد سكت بعضهم عن تأويلها ، وتأولها بعضهم كما ذكرنا ، وقيل : الفاء بمعنى الباء ، أي يأتيهم بظلل ، ومنه الحديث " يأتيكم الله في صورة " أي بصورة امتحاناً لهم ، ولا يجوز أن يحمل هذا وما أشبهه مما جاء في القرآن والخبر على وجه الإنتقال والحركة والزوال ، لأن ذلك من صفات الأجرام والأجسام ، تعالى الهل الكبير المتعال ، ذو الجلال والإكرام عن مماثلة الأجسام علواً كبيراً ، والغمام : السحاب الرقيق الأبيض ، سمي بذلك لأنه يغم ، أي يستر ، كما تقدم ، وقرأ معاذ بن جبل وقضاء الأمر ، وقرأ يحيى بن يعمر وقضي الأمر ، بالجمع ، والجمهور وقضي الأمر ، فالمعنى وقع الجزاء وعذب أهل العصيان ، وقرأ ابن عامر و الكسائي " ترجع الأمور " على بناء الفعل للفاعل ، وهو الأصل ، دليله " ألا إلى الله تصير الأمور " [ الشورى : 53 ] ، و" إلى الله مرجعكم " [ المائدة : 48 ، 105 ] وقرأ الباقون ترجع على بنائه للفعول ، وهي أيضاً قراءة حسنة ، دليله " ثم تردون " [ التوبة : 94 ] ، " ثم ردوا إلى الله " [ الأنعام : 62 ] ، و" لئن رددت إلى ربي " [ الكهف : 36 ] ، والقراءتان حسنتان بمعنى ، والأصل الأولى ، وبناؤه للمفعول توسع وفرع ، والأمور كلها راجعة إلى الله قبل وبعد ، وإنما نبه بذكر ذلك في يوم القيامة على زوال ما كان منها إلى الملوك في الدنيا .
يقول تعالى مهدداً للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" يعني يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والاخرين, فيجزي كل عامل بعمله إن خيراً فخير, وإن شراً فشر, ولهذا قال تعالى: "وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور" كما قال الله تعالى: "كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً * وجاء ربك والملك صفاً صفاً * وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى" وقال "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك" الاية. وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير ـ ههنا ـ حديث الصور بطوله من أوله عن أبي هريرة, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو حديث مشهور ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم, وفيه: أن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحداً واحداً من آدم فمن بعده فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم, فإذا جاؤوا إليه قال "أنا لها أنا لها" فيذهب فيسجد لله تحت العرش, ويشفع عند الله في أن يأتي بفصل القضاء بين العباد فيشفعه الله ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشق السماء الدنيا وينزل من فيها من الملائكة, ثم الثانية, ثم الثالثة, إلى السابعة, وينزل حملة العرش والكروبيون, قال: وينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة, ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت, سبحان ذي العزة والجبروت, سبحان الحي الذي لا يموت, سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت, سبوح قدوس رب الملائكة والروح, سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى, سبحان ذي السلطان والعظمة, سبحانه سبحانه أبداً أبداً, وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ـ ههنا ـ أحاديث فيها غرابة, والله أعلم. فمنها ما رواه من حديث المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله بن ميسرة, عن مسروق, عن ابن مسعود, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال "يجمع الله الأولين والاخرين لميقات يوم معلوم قياماً شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء, وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي" وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة, حدثنا أبو بكر بن مقدم, حدثنا معتمر بن سليمان, سمعت عبد الجليل القيسي يحدث عن عبد الله بن عمرو "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" الاية. قال: يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب, منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتاً تنخلع له القلوب. قال: وحدثنا أبي, حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي, حدثنا الوليد. قال: سألت زهير بن محمد عن قول الله "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" قال: ظلل من الغمام منظوم من الياقوت, مكلل بالجوهر والزبرجد. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في ظلل من الغمام, قال: هو غير السحاب ولم يكن قط إلا لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا, وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" يقول: والملائكة يجيئون في ظلل من الغمام, والله تعالى يجيء فيما يشاء, وهي في بعض القراءات " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام " وهي كقوله "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً".
قوله: 210- "هل ينظرون" أي ينتظرون، يقال: نظرته وانتظرته بمعنى، والمراد هل ينتظر التاركون للدخول في السلم، والظلل جمع ظلة وهي ما يظللك، وقرأ قتادة ويزيد بن القعقاع في ظلال وقرأ يزيد أيضاً "والملائكة" بالجر عطفاً على الغمام أو على ظلل. قال الأخفش: "والملائكة" بالخفض بمعنى: وفي الملائكة قال: والرفع أجود. وقال الزجاج: التقدير في ظلل من الغمام ومن الملائكة. والمعنى: هل ينتظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم من الحساب والعذاب في ظلل من الغمام والملائكة. قال الأخفش: وقد يحتمل أن يكون معنى الإتيان راجعاً إلى الجزاء، فسمي الجزاء إتياناً كما سمي التخويف والتعذيب في قصة ثمود إتياناً، فقال: "فأتى الله بنيانهم من القواعد" وقال في قصة النضير: "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا" وإنما احتمل الإتيان هذا، لأن أصله عند أهل اللغة القصد إلى الشيء، فمعنى الآية: هل ينظرون إلا أن يظهر الله فعلاً من الأفعال من خلق من خلقه يقصد إلى محاربتهم. وقيل إن المعنى: يأتيهم أمر الله وحكمه، وقيل إن قوله: "في ظلل" بمعنى بظلل، وقيل المعنى: يأتيهم ببأسه في ظلل. والغمام: السحاب الرقيق الأبيض، سمي بذلك لانه يغم: أي يستر. ووجه إتيان العذاب في الغمام على تقدير أن ذلك هو المراد ما في مجيء الخوف من محل الأمن من الفظاعة وعظم الموقع، لأن الغمام مظنة الرحمة لا مظنة العذاب. وقوله: "وقضي الأمر" عطف على يأتيهم داخل في حيز الانتظار، وإنما عدل إلى صيغة الماضي دلالة على تحققه فكأنه كان، أو جملة مستأنفة جيء بها للدلالة على أن مضمونها واقع لا محالة: أي وفرغ من الأمر الذي هو إهلاكهم. وقرأ معاذ بن جبل وقضاء الأمر بالمصدر عطفاً على الملائكة. وقرأ يحيى بن يعمر: وقضى الأمور بالجمع. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي "ترجع الأمور" على بناء الفعل للفاعل، وقرأ الباقون على البناء للمفعول.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة" قال: يعني مؤمني أهل الكتاب، فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمر التوراة والشرائع التي أنزلت فيهم، يقول: ادخلوا في شرائع دين محمد ولا تدعوا منها شيئاً، وحسبكم الإيمان بالتوراة وما فيها. وأخرج ابن جرير عن عكرمة: أن هذه الآية نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعيد بن عمرو وقيس بن زيد كلهم من يهود قالوا: يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله فلنقم بها الليل، فنزلت: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة". وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: السلم الطاعة لله، وكافة يقول: جميعاً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال: السلم: الإسلام، والزلل: ترك الإسلام. وأخرج ابن جرير عن السدي قال: "فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات" قال: فإن [ضللتم] من بعد ما جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر في هذه الآية: قال: يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب، منها النور والظلمة والماء، فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتاً تنخلع له القلوب. وأخرج أبو يعلى وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية قال: يأتي الله يوم القيامة في ظلل من السحاب قد قطعت طاقات. وأخرج ابن جرير والديلمي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفات بالملائكة" وذلك قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة "في ظلل من الغمام" قال: طاقات والملائكة حوله. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وتأتيهم الملائكة عند الموت. وأخرج عن عكرمة في قوله: "وقضي الأمر" يقول: قامت الساعة.
210. قوله تعالى: " هل ينظرون " أي هل ينظر التاركون الدخول في السلم والمتبعون خطوات الشيطان يقال: نظرته وانتظرته بمعنى واحد، فإذا كان النظر مقروناً بذكر الله أو بذكر الوجه أو إلى، لم يكن إلا بمعنى الرؤية " إلا أن يأتيهم الله في ظلل " جمع ظلة " من الغمام " وهو السحاب الأبيض الرقيق سمي غماماً لأنه يغم أي يستر، وقال مجاهد : هو غير السحاب، ولم يكن إلا لبني اسرائيل في تيههم: قال مقاتل : كهيئة الضباب أبيض، قال الحسن : في سترة من الغمام فلا ينظر [إليه] أهل الأرض " والملائكة " قرأ أبوجعفر بالخفض عطفاً على الغمام، تقديره: مع الملائكة، تقول العرب: أقبل الأمير في العسكر، أي مع المعسكر، وقرأ الباقون بالرفع على معنى: إلا أن تأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام، والأولى في هذه الآية وما شاكلها أن يؤمن الانسان بظاهرها ويكل علمها إلى الله تعالى، ويعتقد أن الله عز اسمه منزه عن سمات الحدث، على ذلك مضت أئمة السف وعلماء السنة.
قال الكلبي : هذا هو المكتوم الذي لا يفسر، وكان مكحول و الزهري و الاوزاعي و مالك و ابن المبارك و سفيان الثوري و الليث بن سعد و و أحمد و اسحاق يقولون فيها وفي أمثالها: أمروها كما جاءت بلا كيف، قال سفيان بن عيينة : كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته، والسكوت عنه، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله.
قوله تعالى: " وقضي الأمر " أي وجب العذاب، وفرغ من الحساب، وذلك فصل (الله) القضاء بالحق بين الخلق يوم القيامة " وإلى الله ترجع الأمور " قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي و يعقوب بفتح التاء وكسر الجيم وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم.
210-" هل ينظرون " استفهام في معنى النفي ولذلك جاء بعده . " إلا أن يأتيهم الله " أي يأتيهم أمره أو بأسه كقوله تعالى : " أو يأتي أمر ربك " " فجاءها بأسنا " أو يأتيهم الله ببأسه فحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله تعالى ك " إن الله عزيز حكيم " " في ظلل " جمع ظلة كقلة وقلل وهي ما أظلك ، وقرئ ظلال كقلال . " من الغمام " السحاب الأبيض وإنما يأتيهم العذاب فيه لأنه مظنة الرحمة ، فإذا جاء منه العذاب كان أفظع لأن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أصعب فكيف إذا جاء من حيث يحتسب الخير . " والملائكة " فإنهم الواسطة في إتيان أمره ، أو الآتون على الحقيقة ببأسه . وقرئ بالجر عطفاً على " ظلل " أو " الغمام " . " وقضي الأمر " أتم أمر إهلاكهم وفرغ منه ، وضع الماضي موضع المستقبل لدنوه وتيقن وقوعه . وقرئ و قضاء الأمر عطفاً على الملائكة . " وإلى الله ترجع الأمور " قرأ ابن كثير و نافع و أبو عمرو و عاصم على البناء للمفعول على أنه من الراجع ،وقرأ الباقون على البناء للفاعل بالتأنيث غير يعقوب على أنه من الرجوع ، وقرئ أيضاً بالتذكير وبناء المفعول .
210. Wait they for naught else than that Allah should come unto them in the shadows of the clouds with the angels? Then the case would be already judged. All cases go back to Allah (for judgment).
210 - Will they wait until God comes to them in canopies of clouds, with angels (in his train) and the question is (thus) settled? but to God do all questions go back (for decision).