[الإسراء : 96] قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
96 - (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) على صدقي (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) عالما ببواطنهم وظواهرهم
يقول تعالى ذكره لنبيه : قل يا محمد للقائلين لك : " أبعث الله بشراً رسولاً " " كفى بالله شهيداً بيني وبينكم " فإنه نعم الكافي والحاكم " إنه كان بعباده خبيراً " يقول : إن الله بعباده ذو خبرة وعلم بأمورهم وأفعالهم ، والمحق منهم والمبطل ، والمهدي والضال " بصيراً " بتدبيرهم وسياستهم وتصريفهم فيما شاء ، وكيف شاء وأحب ، لا يخفى عليه شيء من أمورهم ، وهومجازجميعهم بما قدم عند ورودهم عليه .
قوله تعالى : " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا "
يروى أن كفار قريش قالوا حين سمعوا قوله : " هل كنت إلا بشرا رسولا " فمن يشهد لك أنك رسول الله ، فنزل " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا "
يقول تعالى مرشداً نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الحجة على قومه في صدق ما جاءهم به: إنه شاهد علي وعليكم, عالم بما جئتكم به, فلو كنت كاذباً عليه لا نتقم مني أشد الانتقام, كما قال تعالى: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ". وقوله "إنه كان بعباده خبيراً بصيراً" أي عليماً بهم بمن يستحق الإنعام والإحسان والهداية ممن يستحق الشقاء والإضلال والإزاغة, ولهذا قال:
ثم ختم الكلام بما يجري مجرى التهديد، فقال: 96- "قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم" أي قل لهم يا محمد من جهتك كفى بالله وحده شهيداً على إبلاغي إليكم ما أمرني به من أمور الرسالة، وقال بيني وبينكم ولم يقل بيننا تحقيقاً للمفارقة الكلية، وقيل إن إظهار المعجزة على وفق دعوى النبي شهادة من الله له على الصدق، ثم علل كونه سبحانه شهيداً كافياً بقوله: "إنه كان بعباده خبيراً بصيراً" أي عالماً بجميع أحوالهم محيطاً بظواهرها وبواطنها بصيراً بما كان منها وما يكون.
96 - " قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم " ، أني رسول الله إليكم ، " إنه كان بعباده خبيراً بصيراً " .
96."قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم"على أني رسول الله إليكم بإظهاره المعجزة على وفق دعواي ، أو على أني بلغت ما أرسلت به إليكم وأنكم عاندتم وشهيداً نصب على الحال أو التمييز ."إنه كان بعباده خبيراً بصيراً "يعلم أحوالهم الباطنة منها والظاهرة فيجازيهم عليهما، وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتهديد للكفار .
96. Say: Allah sufficeth for a witness between me and you Lo! He is. Knower, Seer of His slaves.
96 - Say: enough is God for a witness between me and you: for he is well acquainted with his servants, and he sees (all things).