[النحل : 20] وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
20 - (والذين يدعون) بالتاء والياء تعبدون (من دون الله) وهم الأصنام (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) يصورون من الحجارة وغيرها
يقول تعالى ذكره : والله الذي هو إلهكم أيها الناس ، يعلم ما تسرون في أنفسكم من ضمائركم فتخفونه عن غيركم ، فما تبدونه بألسنتكم وجوارحكم ، وما تعلنونه بألسنتكم وجوارحكم وأفعالكم ، وهو محص ذلك كله عليكم ، حتى يجازيكم به يوم القيامة ،المحسن منكم بإحسانه ، والمسيء منكم بإساءته ، ومسائلكم عما كان منكم من الشكر في الدنيا على نعمه التي أنعمها عليكم فيها التي أحصيتم ، والتي لم تحصوا . وقوله "والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون" يقول تعالى ذكره : وأوثانكم الذين تدعون من دون الله أيها الناس آلهة لا تخلق شيئاً وهي تخلق ، فكيف يكون إلهاً ما كان مصنوعاً مدبراً ، لا تملك لأنفسها نفعاً ولا ضراً .
قوله تعالى: " والذين يدعون من دون الله " قراءة العامة ( تدعون) بالتاء لأن ما قبله خطاب. روى أبو بكر عن عاصم وهبيرة عن حفص ( يدعون) بالياء، وهي قراءة يعقوب. فأما قوله: " ما تسرون وما تعلنون " فكلهم بالتاء على الخطاب، إلا ما روى هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ بالياء. " لا يخلقون شيئا " أي لا يقدرون على خلق شيء " وهم يخلقون ".
يخبر تعالى أنه يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر, وسيجزي كل عامل بعمله يوم القيامة, إن خيراً فخير وإن شراً فشر. ثم أخبر أن الأصنام التي يدعونها من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون, كما قال الخليل: " أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون ". وقوله: "أموات غير أحياء" أي هي جمادات لا أرواح فيها, فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل "وما يشعرون أيان يبعثون" أي لا يدرون متى تكون الساعة, فكيف يرتجى عند هذه نفع أو ثواب أو جزاء ؟ إنما يرجى ذلك من الذي يعلم كل شيء وهو خالق كل شيء.
شرع سبحانه في تحقيق كون الأصنام التي أشار إليها بقوله: "كمن لا يخلق" عاجزة على أن يصدر منها خلق شيء فلا تستحق عبادة فقال: 20- "والذين يدعون من دون الله" أي الآلهة الذين يدعوهم الكفار من دون الله سبحانه صفتهم هذه الصفات المذكورة، وهي أنهم "لا يخلقون شيئاً" من المخلوقات أصلاً لا كبيراً ولا صغيراً ولا جليلاً ولا حقيراً "وهم يخلقون" أي وصفتهم أنهم يخلقون، فكيف يتمكن المخلوق من أن يخلق غيره؟ ففي هذه الآية زيادة بيان لأنه أثبت لهم صفة النقصان بعد أن سلب عنهم صفة الكمال، بخلاف قوله: "أفمن يخلق كمن لا يخلق" فإذا اقتصر على مجرد سلب صفة الكمال. وقراءة الجمهور "والذين تدعون" بالمثناة الفوقية على الخطاب مطابقة لما قبله. وروى أبو بكر عن عاصم، وروى هبيرة عن حفص "يدعون" بالتحية، وهي قراءة يعقوب.
20. " الذين تدعون من دون الله " يعني:الأصنام،وقرأ عاصم و يعقوب " يدعون " بالياء." لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ".
20." والذين يدعون من دون الله "أي والآلهة الذين تعبدونهم من دونه. وقرأ أبو بكر يدعون بالياء .وقرأ حفص ثلاثتها بالياء."لا يخلقون شيئاً" لما نفى المشاركة بين من يخلق ومن لا يخلق بين أنهم لا يخلقون شيئاً لينتج أنهم لا يشاركونه، ثم أكد ذلك بأن أثبت لهم صفات تنافي الألوهية فقال: "وهم يخلقون"لأنهم ذوات ممكنة مفتقرة الوجود إلى التخليق ، والإله ينبغي أن يكون واجب الوجود.
20. Those unto whom they cry beside Allah created naught, but are themselves created.
20 - Those whom they invoke besides God create nothing and are themselves created.