[الحجر : 79] فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ
79 - (فانتقمنا منهم) بأن أهلكناهم بشدة الحر (وإنهما) أي قرى قوم لوط والأيكة (لبإمام) طريق (مبين) واضح أفلا تعتبرون بهم يا أهل مكة
يقول تعالى ذكره : وقد كان أصحاب الغيضة ظالمين ، يقول : كانوا بالله كافرين ، والأيكة : الشجر الملتف المجتمع ، كما قال أمية :
كبكا الحمام على فرو ع الأيك في الغصن الجوانح
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، قال : حدثنا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، قال ، قوله : "أصحاب الأيكة" ، قال : الشجر ، وكانوا يأكلون في الصيف الفاكهة الرطبة ، وفي الشتاء اليابسة .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : "وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين" ، ذكر لنا أنهم كانوا أهل غيضة . وكان عامة شجرهم هذا الدوم وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب صلى الله عليه وسلم ، أرسل إليهم وإلى أهل مدين أرسل إلى أمتين من الناس ، وعذبتا بعذابين شتى . أما أهل مدين ، فأخذتهم الصيحة ، وأما أصحاب الأيكة ، فكانوا أهل شجر متكاوس ، ذكر لنا أنه سلط عليهم الحر سبعة أيام ، لا يظلهم منه ظل ، ولا يمنعهم منه شيء ، فبعث الله عليهم سحابة ، فحلوا تحتها يلتمسون الروح فيها ، فجعلها الله عليهم عذاباً ، بعث عليهم ناراً ، فاضطرمت عليهم فأكلتهم ، فذلك عذاب يوم الظلة ، إنه كان عذاب يوم عظيم .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : اصحاب الأيكة : اصحاب غيضة .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، قال : قال ابن جريج ، قوله :"وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين" قال : قوم شعيب . قال ابن عباس : الأيكة ذات آجام وشجر كانوافيها .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : "أصحاب الأيكة" ، قال : هم قوم شعيب ، والأيكة : الغيضة .
حدثني يونس ، قال : اخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن هلال ، عن عمرو بن عبد الله ، عن قتادة ، أنه قال : إن اصحاب الأيكة ، والأيكة : الشجر الملتف .
وقوله : "فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين" ، يقول تعالى ذكره : فانتقمنا من ظلمة اصحاب الأيكة .
وقوله : "وإنهما لبإمام مبين" ، يقول : وإن مدينة أصحاب الأيكة ، ومدينة قوم لوط . والهاء والميم في قوله : "وإنهما" من ذكر المدينتين "لبإمام" يقول : لبطريق يأتمون به في سفرهم ، ويهتدون به "مبين" يقول : يبين لمن ائتم به استقامته ، وإنما جعل الطريق إماماً لأنه يؤم ويتبع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : "وإنهما لبإمام مبين" يقول : على الطريق .
حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني ابي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : "فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين" يقول : طريق ظاهر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، وحدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ،عن مجاهد ، في قوله : "وإنهما لبإمام مبين" قال : بطريق معلم .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة :"وإنهما لبإمام مبين" قال : طريق واضح .
حدثت عن الحسين ،قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : "لبإمام مبين" بطريق مستبين .
" وإنهما لبإمام مبين " أي بطريق واضح في نفسه، يعني مدينة قوم لوط وبقعة أصحاب الأيكة يعتبر بهما من يمر عليهما.
أصحاب الأيكة هم قوم شعيب, قال الضحاك وقتادة وغيرهما: الأيكة الشجر الملتف, وكان ظلمهم بشركهم بالله وقطعهم الطريق ونقصهم المكيال والميزان, فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة وعذاب يوم الظلة, وقد كانوا قريباً من قوم لوط بعدهم في الزمان, ومسامتين لهم في المكان, ولهذا قال تعالى: "وإنهما لبإمام مبين" أي طريق مبين, قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وغيره: طريق ظاهر, ولهذا لما أنذر شعيب قومه قال في نذارته إياهم "وما قوم لوط منكم ببعيد"
والضمير في 79- "وإنهما لبإمام مبين" يرجع إلى مدينة قوم لوط، ومكان أصحاب الأيكة: أي وإن المكانين لبطريق واضح، والإمام اسم لما يؤتم به، ومن جملة ذلك الطريق التي تسلك. قال الفراء والزجاج: سمي الطريق إماماً لأنه يؤتم ويتبع. وقال ابن قتيبة لأن المسافر يأتم به حتى يصل إلى الموضع الذي يريده، وقيل الضمير للأيكة ومدين لأن شعيباً كان ينسب إليهما.
79-"فانتقمنا منهم"، بالعذاب، وذلك أن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام فبعث الله سحابة فالتجؤوا إليها يلتمسون الروح، فبعث الله عليهم منها نارا فأحرقتهم، فذلك قوله تعالى: "فأخذهم عذاب يوم الظلة" (الشعراء-189).
"وإنهما" يعني مدينتي قوم لوط وأصحاب الأيكة "لبإمام مبين"، بطريق واضح مستبين.
79." فانتقمنا منهم "بالإهلاك."وإنهما"يعني سدوم والأيكة.وقيل الأيكة ومدين فإنه كان مبعوثاً إليهما فكان ذكر إحداهما منبهاً على الأخرى ."لبإمام مبين" لبطريق واضح ، والإمام اسم ما يؤتم به فسمي به الطريق ومطمر البناء واللوح لأنها مما يؤتم به .
79. So. We took vengeance on them; and lo! they both are on a high road plain to see.
79 - So we exacted retribution from them. they were both on an open highway, plain to see.