[الحجر : 67] وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ
67 - (وجاء أهل المدينة) مدينة سدوم وهم قوم لوط لما أخبروه أن في بيت لوط مردا حسانا وهم الملائكة (يستبشرون) حال طمعا في فعل الفاحشة بهم
يقول تعالى ذكره : وفرغنا إلى لوط من ذلك الأمر ، وأوحينا أن دابر مقطوع مصبحين . يقول : إن آخر قومك وأولهم مجذوذ مستأصل صباح ليلتهم . و أن من قوله "أن دابر" ، في موضع نصب رداً على الأمر بوقوع القضاء عليها . وقد يجوز أن تكون في موضع نصب بفقد الخافض ، ويكون معناه : وقضينا إليه ذلك الأمر بأن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين . وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله : وقلنا إن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين . وعني بقوله : "مصبحين" : إذا أصبحوا ، أو حين يصبحون .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس ، قوله : "أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين" يعني :استئصال هلاكهم مصبحين .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال :قال ابن زيد ، في قوله : "وقضينا إليه ذلك الأمر" ، قال : أوحينا إليه .
وقوله "وجاء أهل المدينة يستبشرون" ، يقول : وجاء اهل مدينة سدوم وهم قوم لوط لما سمعوا أن ضيفاً قد ضاف لوطاً مستبشرين بنزولهم مدينتهم طمعاً منهم في ركوب الفاحشة .
كما حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : "وجاء أهل المدينة يستبشرون" استبشروا بأضياف نبي الله صلى الله عليه وسلم لوط ، حين نزلوا لما أرادوا أن يأتوا إليهم من المنكر .
" وجاء أهل المدينة " أي أهل مدينة لوط " يستبشرون " مستبشرين بالأضياف طمعاً منهم في ركوب الفاحشة.
يخبر تعالى عن مجيء قوم لوط لما علموا بأضيافه وصباحة وجوههم, وأنهم جاءوا مستبشرين بهم فرحين "قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون * واتقوا الله ولا تخزون" وهذا إنما قاله لهم قبل أن يعلم أنهم رسل الله, كما قال في سورة هود, وأما ههنا فتقدم ذكر أنهم رسل الله وعطف بذكر مجيء قومه ومحاجته لهم, ولكن الواو لا تقتضي الترتيب ولا سيما إذا دل دليل على خلافه, فقالوا له مجيبين: " أولم ننهك عن العالمين " أي أو ما نهيناك أن تضيف أحداً ؟ فأرشدهم إلى نسائهم وما خلق لهم ربهم منهن من الفروج المباحة. وقد تقدم إيضاح القول في ذلك بما أغنى عن إعادته. هذا كله وهم غافلون عما يراد بهم وما قد أحاط بهم من البلاء وماذا يصبحهم من العذاب المنتظر. ولهذا قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" أقسم تعالى بحياة نبيه صلوات الله وسلامه عليه, وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض. قال عمرو بن مالك البكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره, قال الله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" يقول: وحياتك وعمرك وبقاؤك في الدنيا "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" رواه ابن جرير, وقال قتادة: "في سكرتهم" أي في ضلالهم "يعمهون" أي يلعبون, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "لعمرك" لعيشك "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" قال يترددون.
ذكر سبحانه ما كان من قوم لوط عند وصول الملائكة إلى قريتهم فقال: 67- "وجاء أهل المدينة يستبشرون" أي أهل مدينة قوم لوط، وهي سلوم كما سبق، وجملة يستبشرون في محل نصب على الحال: أي مستبشرون بأضياف لوط طمعاً في ارتكاب الفاحشة منهم.
67-"وجاء أهل المدينة"، يعني سدوم، "يستبشرون"، بأضياف لوط، أي: يبشر بعضهم بعضا، طمعا في ركوب الفاحشة منهم.
67."وجاء أهل المدينة"سدوم ."يستبشرون"بأضياف لوط طمعاً فيهم.
67. And the people of the city came, rejoicing at the news (of new arrivals).
67 - The inhabitants of the city came in (mad) joy (at news of the young men).