[الحجر : 65] فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ
65 - (فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم) امش خلفهم (ولا يلتفت منكم أحد) لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم (وامضوا حيث تؤمرون) وهو الشام
يقول تعالى ذكره : قالت الرسل للوط : وجئناك بالحق اليقين من عند الله ، وذلك الحق هو العذاب الذي عذب الله به قوم لوط ، وقد ذكرت خبرهم وقصصهم في سورة هود وغيرها حين بعث الله رسله ليعذبهم به . وقولهم : "وإنا لصادقون" يقولون : إنا لصادقون فيما أخبرناك به يا لوط من أن الله مهلك قومك "فأسر بأهلك بقطع من الليل" يقول تعالى ذكره مخبراً عن رسله أنهم قالوا للوط : فأسر بأهلك ببقية من الليل ، واتبع يا لوط أدبار أهلك الذين تسري بهم ، وكن من ورائهم ، وسر خلفهم وهم أمامك ، ولا يلتفت منكم وراءه أحد ، وامضوا حيث يأمركم الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، عن ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : "ولا يلتفت منكم أحد" ، لا يلتفت وراءه أحد ، ولا يعرج .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : "ولا يلتفت منكم أحد" ، لا ينظر وراءه أحد .
حدثني المثنى ، قال: حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، وحدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ،عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ،عن قتادة : "واتبع أدبارهم" ، قال : أمر أن يكون خلف أهله ، يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله : "فأسر بأهلك بقطع من الليل" قال : بعض الليل : "واتبع أدبارهم" : أدبار أهله .
" فأسر بأهلك بقطع من الليل " تقدم في هود. " واتبع أدبارهم " أي كن من ورائهم لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب. " ولا يلتفت منكم أحد " نهوا عن الالتفات ليجدوا في السير ويتباعدوا عن القرية قبل أن يفاجئهم الصبح. وقيل: المعنى لا يتخلف. " وامضوا حيث تؤمرون " قال ابن عباس: يعني الشام. مقاتل: يعني صفد، قرية من قرى لوط. وقد تقدم. وقيل: إنه المضي إلى أرض الخليل بمكان يقال له القين، وإنما سمي اليقين لأن إبراهيم لما خرجت الرسل شيعهم، فقال لجبريل: من أين يخسف بهم؟ قال: من ها هنا وحد له حداً، وذه جبريل، فلما جاء لوط جلس عند إبراهيم وارتقبا ذلك العذاب، فلما اهتزت الأرض قال إبراهيم: أيقنت بالله. فسمي اليقين.
يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضي جانب من الليل, وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم, وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الغزو إنما يكون ساقة يزجي الضعيف ويحمل المنقطع. وقوله: "ولا يلتفت منكم أحد" أي إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال "وامضوا حيث تؤمرون" كأنه كان معهم من يهديهم السبيل "وقضينا إليه ذلك الأمر" أي تقدمنا إليه في هذا "أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين" أي وقت الصباح كقوله في الاية الأخرى: "إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب".
وقد تقدم تفسير قوله: 65- " فأسر بأهلك بقطع من الليل " في سورة هود "واتبع أدبارهم" أي كن من ورائهم تذودهم لئلا يختلف منهم أحد فيناله العذاب "ولا يلتفت منكم أحد" أي لا تلتفت أنت ولا يلتفت أحد منهم فيرى ما نزل بهم من العذاب، فيشتغل بالنظر في ذلك ويتباطأ عن سرعة السير والبعد عن ديار الظالمين، وقيل معنى لا يلتفت: لا يتخلف "وامضوا حيث تؤمرون" أي إلى الجهة التي أمركم الله سبحانه بالمضي إليها، وهي جهة الشام، وقيل مصر، وقيل قرية من قرى لوط، وقيل أرض الخليل.
65-"فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم" أي: سر خلفهم، "ولا يلتفت منكم أحد"، حتى لا يرتاعوا من العذاب إذا نزل بقومهم.
وقيل جعل الله ذلك علامة لمن ينجو من آل لوط.
"وامضوا حيث تؤمرون"، قال ابن عباس: يعني الشام، وقال مقاتل: يعني زغر. وقيل: الأردن.
65."فأسر بأهلك "فاذهب بهم في الليل ، وقرأ الحجازيان بوصل الهمزة من السرى وهما بمعنى وقرئ فسر من السير "بقطع من الليل " في طائفة من الليل وقيل في آخره قال:
افتحي الباب وانظري في النجوم كم علينا من قطع ليل بهيم
"واتبع أدبارهم"وكن على أثرهم تذودهم وتسرع بهم وتطلع على حالهم." ولا يلتفت منكم أحد"لينظر ما وراءه فيرى من الهول ما لا يطيقه أو فيصيبه ما أصابهم أو ولا ينصرف أحدكم ولا يتخلف امرؤ لغرض فيصيبه العذاب .وقيل نهوا عن الالتفات ليوطنوا نفوسهم على المهاجرة ،"وامضوا حيث تؤمرون"إلى حيث أمركم الله بالمضي إليه . وهو الشام أو مصر فعدي "وامضوا"إلى حيث تؤمرون إلى ضميره المحذوف على الاتساع.
65. So travel with thy household in a portion of the night, and follow thou their backs. Let none of you turn round, but go whither ye are commanded.
65 - Then travel by night with thy household, when a portion of the night (yet remains), and do thou bring up the rear: let no one amongst you look back, but pass on wither ye are ordered.