[الحجر : 31] إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
31 - (إلا إبليس) هو أبو الجن كان بين الملائكة (أبى) امتنع من (أن يكون مع الساجدين)
قوله تعالى : "إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين" .
فاستثنى السلام من جملة اللغو. ومثله ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون. إلا إبليس) وإبليس ليس من جملة الملائكة، قال الله تعالى: " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " ( الكهف: 50). وقال الشاعر:
وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
فاستثنى اليعافير وهي ذكور الظباء، والعيس وهي الجمال البيض من الأنيس، ومثله قول النابغة:
................. ...............
يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه وتشريفه إياه بأمر الملائكة بالسجود له, ويذكر تخلف إبليس عدوه عن السجود له من بين سائر الملائكة حسداً وكفراً وعناداً واستكباراً وافتخاراً بالباطل, ولهذا قال: " لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون " كقوله "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" وقوله: " أرأيتك هذا الذي كرمت علي " الاية, وقد روى ابن جرير ههنا أثراً غريباً عجيباً من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة, عن ابن عباس قال: لما خلق الله الملائكة قال: " إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " قالوا: لا نفعل, فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم, ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك, فقالوا: لا نفعل, فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم, ثم خلق ملائكة أخرى فقال: إني خالق بشراً من طين, فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا, فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم, ثم خلق ملائكة فقال: إني خالق بشراً من طين, فإذا أنا خلقته فاسجدوا له, قالوا: سمعنا وأطعنا, إلا إبليس كان من الكافرين الأولين, وفي ثبوت هذا عنه بعد, والظاهر أنه إسرائيلي, والله أعلم.
ثم استثنى إبليس من الملائكة فقال: 31- "إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين" قيل هذا الاستثناء متصل لكونه كان من جنس الملائكة ولكنه أبى ذلك استكباراً واستعظاماً لنفسه وحسداً لآدم فحقت عليه كلمة الله، وقيل إنه لم يكن من الملائكة ولكنه كان معهم فغلب اسم الملائكة عليه وأمر بما أمروا به، فكان الاستثناء بهذا الاعتبار متصلاً، وقيل إن الاستثناء منفصل بناء على عدم كونه منهم، وعدم تغليبهم عليه: أي ولكن إبليس أبى أن يكون مع الساجدين وقد تقدم الكلام في هذا في سورة البقرة، وجملة "أبى أن يكون مع الساجدين" استئناف مبين لكيفية ما فيه من الاستثناء من عدم السجود، لأن عدم السجود قد يكون مع التردد فبين سبحانه أنه كان على وجه الإباء.
31-"إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين".
31." إلا إبليس "إن جعل منقطعاً اتصل به قوله: "أبى أن يكون مع الساجدين "أي ولكن إبليس أبى وإن جعل متصلاً كان استئنافاً على أنه جواب سائل قال هلا سجد .
31. Save Iblis. He refused to be among the prostrate.
31 - Not so Iblis: he refused to be among those who prostrated themselves.