[إبراهيم : 29] جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ
29 - (جهنم) عطف بيان (يصلونها) يدخلونها (وبئس القرار) المقر هي
يقول تعالى ذكره : ألم تنظر يا محمد "إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا" ، يقول : غيروا ما أنعم الله به عليهم من نعمه ، فجعلوها كفراً به ، وكان تبديلهم نعمة الله كفراً في نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، أنعم الله به على قريش ، فأخرجه منهم ، وابتعثه فيهم رسولاً رحمة لهم ، ونعمة منه عليهم ، فكفروا به ، وكذبوه ، فبدلوا نعمة الله عليهم به كفراً . وقوله : "وأحلوا قومهم دار البوار" ، يقول : وأنزلوا قومهم من مشركي قريش دار البوار ، وهي دار الهلاك ، يقال منه : بار الشيء يبور بوراً . إذا هلك وبطل ، ومنه قول ابن الزبعرى ، وقد قيل إنه لأبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب :
‌‌يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
ثم ترجم عن دار البوار ، وما هي ، فقيل : "جهنم يصلونها وبئس القرار" ، يقول : وبئس المستقر هي جهنم لمن صلاها . وقيل : إن الذين بدلوا نعمة الله كفراً : بنو أمية ، وبنو مخزوم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار و أحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا سفيان ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن سعد ، عن عمر بن الخطاب ، في قوله : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم" ، قال : هما الأفجران من قريش : بنو المغيرة ، وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين .
حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال :أخبرنا حمزة الزيات ، عن عمرو بن مرة ، قال : قال ابن عباس لعمر رضي الله عنهما : يا أمير المؤمنين ، هذه الآية "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هما الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك ، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر ، وأما أعمامك ، فأملى الله لهم إلى حين .
حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر ، عن علي "وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : الأفجران من قريش .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر ، عن علي ، مثله .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان و شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر ، عن علي ، قوله : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : بنو المغيرة وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة ، فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأما بنو أمية ،فمتعوا إلى حين .
حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت عمراً ذا مر ، قال : سمعت علياً يقول في هذه الآية "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : الأفجران من بني أسد وبني مخزوم .
حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطفيل ، عن علي ، قال : هم كفار قريش ، يعني في قوله : "وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم" .
حدثنا ابن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أي بزة ، عن أبي الطفيل أنه سمع علي بن أبي طالب ، وسأله ابن الكواء عن هذه الآية : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" قال : هم كفار قريش يوم بدر .
حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة ، قال : سمعت ابا الطفيل ، قال : سمعت علياً ، فذكر نحوه .
حدثنا أبو السائب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن سميع ، عن مسلم البطين ، عن ابي أرطأة ، عن علي في قوله : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا" ، قال : هم كفار قريش . هكذا قال أبو السائب مسلم البطين ، عن أبي أرطأة .
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال : حدثنا أبو معاوية الضرير ، قال : حدثنا إسماعيل بن سميع ،عن مسلم بن أرطأة ، عن علي ، في قوله تعالى : "الذين بدلوا نعمة الله كفرا" ، قال : كفار قريش .
حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق ، قال : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن بزة ، عن أبي الطفيل ، عن علي ، قال في قول الله : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هم كفار قريش .
حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة ، قال : سمعت أبا الطفيل يحدث ، قال : سمعت علياً يقول في هذه الآية : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : كفار قريش يوم بدر .
حدثنا الحسن ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا بسام الصيرفي ، قال : حدثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة ، ذكر أن علياً قام على المنبر فقال : سلوني قبل أن لا تسألوني ، ولن تسألوا بعدي مثلي ‍، فقام ابن الكواء فقال : من "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ؟ قال : منافقوا قريش .
حدثنا الحسن قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا بسام ، عن رجل قد سماه الطنافسي ، قال : جاء رجل إلى علي : فقال : يا أمير المؤمنين : من "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ؟ قال : في قريش .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا بسام الصيرفي ، عن أبي الطفيل ، عن علي أنه سئل عن هذه الآية : "الذين بدلوا نعمة الله كفرا" قال : منافقوا قريش .
حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا عمرو بن دينار ، ان ابن عباس قال في قوله : "وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هم المشركون من أهل بدر .
حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا عبد الجبار ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو ، قال : سمعت عطاء يقول : سمعت ابن عباس يقول : هم والله أهل مكة "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" .
حدثن القاسم قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا صالح بن عمر ، عن مطرف بن طريف ، عن أبي إسحاق قال : سمعت عمراً ذا مر يقول : سمعت علياً يقول على المنبر ، وتلا هذه الآية "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هما الأفجران من قريش ، فأما أحدهما : فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأما الآخر : فمتعوا إلى حين .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ـ وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ـ وحدثنا الحسن ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أي نجيح ، عن مجاهد قوله : "بدلوا نعمة الله كفرا" ، قال : كفار قريش .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، عن مجاهد ، قال : كفار قريش .
حدثنا المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد "بدلوا نعمة الله كفرا" ، كفار قريش .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس يقول : هم والله "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قريش ، او قال : أهل مكة .
حدثنا ابن وكيع وابن بشار ، قالا : حدثنا غندر ، عن شعبة ،عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير في هذه الآية "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : قتلى يوم بدر .
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني عبد الصمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هم كفار قريش .
حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا هشيم ، عن حصين ، عن أبي مالك و سعيد بن جبير ، قالا : هم قتلى بدر من المشركين .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس في "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هم والله أهل مكة ، قال أبو كريب : قال سفيان : يعني كفارهم .
حدثني المثنى قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، في قوله : "وأحلوا قومهم دار البوار" قال : هم المشركون من أهل بدر .
حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن بعض أصحاب علي ،عن علي ، في قوله : "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا" ، قال : هم الأفجران من قريش من بني مخزوم وبني أمية ، أما بنو مخزوم ، فإن الله قطع دابرهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين .
حدثني المثنى قال : حدثنا معلى بن أسد ، قال : أخبرنا خالد ، عن حصين ، عن أبي مالك ، في قول الله "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا" ، قال : هم القادة من المشركين يوم بدر .
حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن حصين ، عن أبي مالك و سعيد بن جبير ، قالا : هم كفار قريش من قتل ببدر .
حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : هم كفار قريش ، من قتل ببدر .
حدثت عن الحسين قال ، سمعت ابا معاذ يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت الضحاك ، يقول في قوله "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا" ... الآية ، قال : هم مشركة أهل مكة .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال : نزلت هذه الآية في الذين قتلوا من قريش "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ... الآية .
حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، كنا نحدث أنهم أهل مكة : أبو جهل واصحابه الذين قتلهم الله يوم بدر ، قال الله : "جهنم يصلونها وبئس القرار" .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : "وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هم قادة المشركين يوم بدر ، أحلوا قومهم دار البوار "جهنم يصلونها" .
حدثنا يونس ، قال :أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله "الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : هؤلاء المشركون من أهل بدر .
وقال آخرون في ذلك ، بما :
حدثني به محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي عن ابن عباس ، قوله "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها" فهو جبلة بن الأيهم ، والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم .
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : "وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك "وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : أحلوا من أطاعهم من قومهم .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن ابن عباس : "دار البوار" ، قال : الهلاك ، قال ابن جريج ، قال مجاهد "وأحلوا قومهم دار البوار" ، قال : أصحاب بدر .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : "دار البوار" ، النار ، قال : وقد بين الله ذلك وأخبرك به ؟ فقال : "جهنم يصلونها وبئس القرار" .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة "دار البوار * جهنم يصلونها" هي دارهم في الآخرة .
" جهنم يصلونها " بين أن دار البوار جهنم كما قال ابن زيد، وعلى هذا لا يجوز الوقف على ( دار البوار) لأن جهنم منصوبة على الترجمة عن ( دار البوار) فلو رفعها رافع بإضمار، على معنى: هي جهنم، أو بما عاد من الضمير في ( يصلونها) لحسن الوقف على ( دار البوار). " وبئس القرار " أي المستقر.
قال البخاري: قوله " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا " ألم تعلم, كقوله: "ألم تر كيف" "ألم تر إلى الذين خرجوا" البوار الهلاك, بار يبور بوراً, " قوما بورا " هالكين. حدثنا علي بن عبد الله, حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء. سمع ابن عباس "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً" قال: هم كفار أهل مكة, وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الاية, هو جبلة بن الأيهم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم, والمشهور الصحيح عن ابن عباس هو القول الأول: وإن كان المعنى يعم جميع الكفار, فإن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ونعمة للناس, فمن قبلها وقام بشكرها دخل الجنة, ومن ردها وكفرها دخل النار, وقد روي عن علي نحو قول ابن عباس الأول.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا مسلم بن إبراهيم, حدثنا شعبة عن القاسم بن أبي بزة, عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل علياً عن "الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار" قال: هم كفار قريش يوم بدر, حدثنا المنذر بن شاذان, حدثنا يعلى بن عبيد, حدثنا بسام هو الصيرفي عن أبي الطفيل قال: جاء رجل إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين من الذين بدلوا نعمة الله كفراً, وأحلوا قومهم دار البوار ؟ قال: منافقو قريش وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا ابن نفيل قال: قرأت على معقل عن ابن أبي حسين قال: قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ألا أحد يسألني عن القرآن, فوالله لو أعلم اليوم أحداً أعلم به مني وإن كان من وراء البحار لأتيته, فقام عبد الله بن الكواء فقال: من الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار ؟ قال: مشركو قريش أتتهم نعمة الله الإيمان فبدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار.
وقال السدي في قوله: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً" الاية, ذكر مسلم المستوفى, عن علي أنه قال: هم الأفجران من قريش: بنو أمية وبنو المغيرة, فأما بنو المغيرة, فأحلوا قومهم دار البوار يوم بدر, وأما بنو أمية فأحلوا قومهم دار البوار يوم أحد, وكان أبو جهل يوم بدر, وأبو سفيان يوم أحد, وأما دار البوار فهي جهنم.
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله: حدثنا محمد بن يحيى, حدثنا الحارث أبو منصور, عن إسرائيل عن أبي إسحاق, عن عمرو بن مرة قالا: سمعت علياً قرأ هذه الاية "وأحلوا قومهم دار البوار" قال: هم الأفجران من قريش: بنو أمية, وبنو المغيرة, فأما بنو المغيرة فأهلكوا يوم بدر, وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين, ورواه أبو إسحاق عن عمرو بن مرة عن علي, نحوه, وروي من غير وجه عنه. وقال سفيان الثوري عن علي بن زيد عن يوسف بن سعد, عن عمر بن الخطاب في قوله: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً" قال: هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة, وبنو أمية, فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر, وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين, وكذا رواه حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال: قال ابن عباس لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين هذه الاية "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار" ؟ قال: هم الأفجران من قريش: أخوالي وأعمامك, فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر, وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين, وقال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة وابن زيد هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر, وكذا رواه مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر.
وقوله: "وجعلوا لله أنداداً ليضلوا عن سبيله" أي جعلوا له شركاء عبدوهم معه, ودعوا الناس إلى ذلك, ثم قال تعالى مهدداً لهم ومتوعداً لهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار" أي مهما قدرتم عليه في الدنيا فافعلوا, فمهما يكن من شيء "فإن مصيركم إلى النار" أي مرجعكم وموئلكم إلينا كما قال تعالى: "نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ", وقال تعالى: "متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون".
والأول أولى لقوله: 29- "جهنم" فإنه عطف بيان لدار البوار، و "يصلونها" في محل نصب على الحال، أو هو مستأنف لبيان كيفية حلولهم فيها "وبئس القرار" أي بئس القرار قرارهم فيها، أو بئس المقر جهنم، فالمخصوص بالذم محذوف.
"جهنم يصلونها"، يدخلونها "وبئس القرار"، المستقر.
وعن علي كرم الله وجهه: الذين بدلوا نعمة الله كفرا: هم كفار قريش نحروا يوم بدر.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة، وبنو أمية، أما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.
29."جهنم "عطف بيان لها."يصلونها"حال منها أو من القوم ،أي داخلين فيها مقاسين لحرها، أو مفسر لفعل مقدر ناصب لجهنم."وبئس القرار"أي وبئس المقر جهنم.
29. (Even to) hell? They are exposed thereto. A hapless end!
29 - Into Hell? they will burn therein, an evil place to stay in