[إبراهيم : 26] وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
26 - (ومثل كلمة خبيثة) هي كلمة الكفر (كشجرة خبيثة) هي الحنظل (اجتثت) استؤصلت (من فوق الأرض ما لها من قرار) مستقر وثبات كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ومثل الشرك بالله ، وهي الكلمة الخبيثة ، "كشجرة خبيثة" .
اختلف أهل التأويل فيها أي شجرة هي ؟
فقال أكثرهم : هي الحنظل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة قال : سمعت أنس بن مالك قال في هذا الحرف : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" ، الشريان . فقلت : ما الشريان ؟ قال رجل عنده : الحنظل ، فأقر به معاوية .
حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا شبابة قال ، أخبرنا شعبة ، عن معاوية بن قرة قال :سمعت أنس بن مالك يقول : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" ، قال : الحنظل .
حدثنا الحسن قال ، حدثنا عمرو بن الهيثم قال ،حدثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس بن مالك قال : الشريان ، يعني الحنظل .
حدثنا أحمد بن منصور قال ، حدثنا نعيم بن حماد قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن ابن جريج ، عن الأعمش ، عن حبان بن شعبة ، عن أنس بن مالك في قوله : "كشجرة خبيثة" ، قال : الشريان . قلت لأنس : ما الشريان ؟ قال : الحنظل .
حدثني يعقوب قال ، حدثنا ابن علية قال ، حدثنا شعيب قال : خرجت مع أبي العالية نريد أنس بن مالك ، فأتيناه ، فقال : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" ، تلكم الحنظل .
حدثنا الحسن قال ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس ، مثله .
حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم العسقلاني قال ، حدثنا شعبة قال ، حدثنا أبو إياس ، عن أنس بن مالك قال : الشجرة الخبيثة ، الشريان . فقلت : وما الشريان ؟ قال : الحنظل .
حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج قال ، حدثنا حماد ، عن شعيب ، عن أنس قال : تلكم الحنظل .
حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج قال ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن شعيب قال ، قال أنس : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" ، الآية ، قال : تلكم الحنظل ، ألم تروا إلى الرياح كيف تصفقها يميناً وشمالاً ؟
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : كشجرة خبيثة ، الحنظلة .
وقال آخرون : هذه الشجرة لم تخلق على الأرض .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال ، حدثنا عفان قال ، حدثنا أو كدينة قال ، حدثنا قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ، قال : هذا مثل ضربه الله ، ولم تخلق هذه الشجرة على وجه الأرض .
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتصحيح قول من قال : هي الحنظلة ، خبر . فإن صح ، فلا قول يجوز ان يقال غيره ، وإلا فإنها شجرة بالصفة التي وصفها الله بها .
ذكر الخبر الذي ذكرناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
حدثنا سوار بن عبد الله قال ،حدثنا أبي قال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ، قال : هي الحنظلة . قال شعيب : وأخبرت بذلك أبا العالية فقال : كذلك كانوا يقولون .
وقوله : "اجتثت من فوق الأرض" ، يقول : استؤصلت . يقال منه : احتثثت الشيء ، أجتثه اجتثاثاً ، إذا استأصلته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : "اجتثت من فوق الأرض" ، قال : استؤصلت من فوق الأرض .
"ما لها من قرار" ، يقول : ما لهذه الشجرة من قرار ولا أصل في الأرض تثبت عليه وتقوم . وإنما ضربت هذه الشجرة التي وصفها الله بهذه الصفة لكفر الكافر وشركه به مثلاً . يقول : ليس لكفر الكافر وعمله الذي هو معصية الله في في الأرض ثبات ، ولا له في السماء مصعد ، لأنه لا يصعد إلى الله منه شيء .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن ابيه ، عن ابن عباس : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ، ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر . يقول : إن الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ، يقول : الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله ، فليس له أصل ثابت في الأرض ، ولا فرع في السماء .
يقول : ليس له عمل صالح في الدنيا ولا في الآخرة .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ، قال قتادة : إن رجلاً لقي رجلاً من أهل العلم فقال : ما تقول في الكلمة الخبيثة ؟ فقال : ما أعلم لها في الأرض مستقراً ، ولا في السماء مصعداً ، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي العالية : "أن رجلاً خالجت الريح رداءه فلعنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تلعنها ، فإنها مأمورة ، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة على صاحبها" .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" ، قال : هذا الكافر ليس له عمل في الأرض ، ولا ذكر في السماء ، "اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ؟ ، قال : لا يصعد عمله إلى السماء ، ولا يقوم على الأرض . فقيل : فأين تكون أعمالهم ؟ قال : يحملون أوزارهم على ظهورهم .
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض" ، قال : مثل الكافر ، لا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح .
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قال : "ومثل كلمة خبيثة" ، وهي الشرك ، "كشجرة خبيثة" ، يعني الكافر . قال : "اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ، يقول : الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان ، ولايقبل الله مع الشرك عملاً .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن ابيه ، عن الربيع : "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" ، قال : مثل الشجرة الخبيثة مثل الكافر ليس لقوله ولا لعمله أصل ولا فرع ، ولا قوله ولا عمله يستقر على الأرض ولا يصعد إلى السماء .
حدثت عن الحسين قال ، سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول : ضرب الله مثل الكافر : "كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" ، يقول : ليس لها أصل ولا فرع وليست لها ثمرة ، وليست فيها منفعة ، كذلك الكافر ليس يعمل خيراً ولا يقوله ، ولم يجعل الله في بركة ولا منفعة .
قوله تعالى: " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " الكلمة الخبيثة كلمة الكفر. وقيل: الكافر نفسه. والشجرة الخبيثة شجرة الحنظل كما في حديث أنس، وهو قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما، وعن ابن عباس أيضاً: أنها شجرة لم تخلق على الأرض. وقيل: هي شجرة الثوم، عن ابن عباس أيضاً. وقيل: الكمأة والطحلبة. وقيل: الكشوت، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق في الأرض، قال الشاعر:
وهم كشوت فلا أصل ولا ورق
" اجتثت من فوق الأرض " اقتلعت من أصلها، قاله ابن عباس، ومنه قول لقيط:
هو الجلاء الذي يجتث أصلكم فمن رأى مثل ذا يوماً ومن سمعا
وقال المؤرخ: أخذت جثتها وهي نفسها، والجثة شخص الإنسان قاعداً أو قائماً. وجثة قلعه، واجتثه من فوق الأرض، أي ليس لها أصل راسخ يشرب بعروقه من الأرض. " ما لها من قرار " أي من أصل في الأرض. وقيل: من ثبات، فكذلك الكافر لا حجة له ولا ثبات ولا خير فيه، وما يصعد له قول طيب ولا عمل صالح. وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة في قوله تعالى: " ضرب الله مثلا كلمة طيبة " قال: لا إله إلا الله ( كشجرة طيبة) قال: المؤمن، ( أصلها ثابت) لا إله إلا الله ثابتة في قلب المؤمن، " ومثل كلمة خبيثة " قال: الشرك، ( كشجرة خبيثة) قال: المشرك، " اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " أي ليس للمشرك أصل يعمل عليه. وقيل: يرجع المثل إلى الدعاء إلى الإيمان، والدعاء إلى الشرك، لأن الكلمة يفهم منها القول والدعاء إلى الشيء.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله " مثلا كلمة طيبة " شهادة أن لا إله إلا الله "كشجرة طيبة" وهو المؤمن, "أصلها ثابت" يقول: لا إله إلا الله في قلب المؤمن, "وفرعها في السماء" يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء, وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد: إن ذلك عبارة عن عمل المؤمن, وقوله الطيب, وعمله الصالح, وإن المؤمن كشجرة من النخل لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت وصباح ومساء, وهكذا رواه السدي عن مرة عن ابن مسعود قال: هي النخلة, وشعبة عن معاوية بن قرة عن أنس: هي النخلة. وحماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقناع بسر فقرأ " مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال: هي النخلة, وروي من هذا الوجه ومن غيره عن أنس موقوفاً, وكذا نص عليه مسروق ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة وغيرهم.
وقال البخاري: حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة, عن عبيد الله عن نافع, عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أخبروني عن شجرة تشبه ـ أو ـ كالرجل المسلم لا يتحات ورقها صيفاً ولا شتاء, وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة, ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان, فكرهت أن أتكلم, فلما لم يقولوا شيئاً, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة", فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه, والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة. قال: ما منعك أن تتكلم ؟ قلت: لم أركم تتكلمون, فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً, قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا.
وقال أحمد: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بجمار, فقال: "من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم" فأردت أن أقول هي النخلة, فنظرت فإذا أنا أصغر القوم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة", أخرجاه. وقال مالك وعبد العزيز عن عبد الله بن دينار, عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: "إن من الشجر شجرة لا يطرح ورقها مثل المؤمن". قال: فوقع في شجر الوادي, ووقع في قلبي أنها النخلة, فاستحييت حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة", أخرجاه أيضاً.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا موسى بن إسماعيل, حدثنا أبان يعني ابن زيد العطار, حدثنا قتادة أن رجلاً قال: يا رسول الله, ذهب أهل الدثور بالأجور, فقال: "أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا فركب بعضه على بعض أكان يبلغ السماء, أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء ؟" قال: ما هو يا رسول الله ؟ قال: "تقول لا إله إلا الله, والله أكبر, وسبحان الله, والحمد لله, عشر مرات في دبر كل صلاة, فذاك أصله في الأرض وفرعه في السماء". وعن ابن عباس "كشجرة طيبة" قال: هي شجرة في الجنة. وقوله: "تؤتي أكلها كل حين" قيل: غدوة وعشياً, وقيل: كل شهر. وقيل: كل شهرين. وقيل: كل ستة أشهر. وقيل: كل سبعة أشهر. وقيل: كل سنة, والظاهر من السياق أن المؤمن مثله كمثل شجرة لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت من صيف أو شتاء أو ليل أو نهار, كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين "بإذن ربها" أي كاملاً حسناً كثيراً طيباً مباركاً "ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون".
وقوله تعالى: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" هذا مثل كفر الكافر لا أصل له ولا ثبات, مشبه بشجرة الحنظل, ويقال لها الشريان, رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك: أنها شجرة الحنظل وقال أبو بكر البزار الحافظ: حدثنا يحيى بن محمد السكن, حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع, حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس أحسبه رفعه, قال " مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال: هي النخلة, "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" قال: هي الشريان, ثم رواه عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة, عن معاوية عن أنس موقوفاً. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا موسى بن إسماعيل, حدثنا حماد هو ابن سلمة عن شعيب بن الحبحاب, عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ""ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" هي الحنظلة" فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: هكذا كنا نسمع. ورواه ابن جرير من حديث حماد بن سلمة به.
ورواه أبو يعلى في مسنده بأبسط من هذا فقال: حدثنا غسان عن حماد عن شعيب, عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقناع عليه بسر, فقال: " مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " فقال "هي النخلة" "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" قال: "هي الحنظل" قال شعيب: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كنا نسمع. وقوله: "اجتثت" أي استؤصلت "من فوق الأرض ما لها من قرار" أي لا أصل لها ولا ثبات, كذلك الكفر لا أصل له ولافرع, ولا يصعد للكافر عمل, ولا يتقبل منه شيء.
26- "ومثل كلمة خبيثة" قد تقدم تفسيرها، وقيل هي الكافر نفسه، والكلمة الطيبة: المؤمن نفسه "كشجرة خبيثة" أي كمثل شجرة خبيثة، قيل هي شجرة الحنظل، وقيل هي شجرة الثوم، وقيل الكمأة، وقيل الطحلبة، وقيل هي الكشوث بالضم وآخره مثلثة، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق في الأرض. قال الشاعر:
وهي كشوث فلا أصل ولا ثمر
وقرئ " مثلا كلمة " بالنصب عطفاً على كلمة طيبة "اجتثت من فوق الأرض" أي استؤصلت واقتلعت من أصلها، ومنه قول الشاعر:
هو الجلاء الذي يجتث أصلكم
قال المؤرخ: أخذت جثتها وهي نفسها، والجثة: شخص الإنسان، يقال جثه: قلعه، واجتثه: اقتلعه، ومعنى من فوق الأرض: أنه ليس لها أصل راسخ وعروق متمكنة من الأرض "ما لها من قرار" أي من استقرار على الأرض. وقيل من ثبات على الأرض، كما أن الكافر وكلمته لا حجة له ولا ثبات فيه ولا خير يأتي منه أصلاً، ولا يصعد له قول طيب ولا عمل طيب.
"ومثل كلمة خبيثة"، وهي الشرك، "كشجرة خبيثة"، وهي الحنظل.
وقيل: حي الثوم.
وقيل: هي الكشوث، وهي العشقة، "اجتثت"، يعني انقلعت، " من فوق الأرض ما لها من قرار "، ثبات.
معناه: ليس لها أصل ثابت في الأرض، ولا فرع صاعد إلى السماء، كذلك الكافر لا خير فيه،ولا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح.
26."ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة" كمثل شجرة خبيثة" اجتثت " استؤصلت وأخذت جثتها بالكلية ."من فوق الأرض" لأن عروقها قريبة منه. "ما لها من قرار"استقرار . واختلف في الكلمة الخبيثة والشجرة ففسرت الكلمة الطيبة : بكلمة التوحيد ودعوة الإسلام والقرآن ، والكلمة الخبيثة بالشرك بالله تعالى والدعاء إلى الكفر تكذيب الحق، ولعل المراد بهما ما يعم ذلك فالكلمة الطيبة ما أعرب عن حق أودعا إلى صلاح ، والكلمة الخبيثة ما كان على خلاف ذلك وفسرت الشجرة الطيبة بالنخلة . وروي ذلك مرفوعا وبشجرة في الجنة ،والخبيثة بالحنظلة والكشوث ، ولعل المراد بهما أيضاً ما يعم ذلك .
26. And the similitude of a bad saying is as a bad tree, uprooted from upon the earth, possessing no stability.
26 - And the parable of an evil word is that of an evil tree: it is torn up by the root from the surface of the earth: it has no stability.