[يوسف : 74] قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ
74 - (قالوا) أي المؤذن وأصحابه (فما جزاؤه) أي السارق (إن كنتم كاذبين) في قولكم ما كنا سارقين ووجد فيكم
قوله تعالى : "قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين" .
قوله تعالى: " قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين " المعنى: فما جزاء الفاعل إن بان كذبكم؟ فأجاب إخوة يوسف:
لما اتهمهم أولئك الفتيان بالسرقة, قال لهم إخوة يوسف " تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين " أي لقد تحققتم وعلمتم منذ عرفتمونا, لأنهم شاهدوا منهم سيرة حسنة أنا "ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين" أي ليست سجايانا تقتضي هذه الصفة, فقال لهم الفتيان "فما جزاؤه" أي السارق إن كان فيكم "إن كنتم كاذبين" أي: أي شيء يكون عقوبته إن وجدنا فيكم من أخذه ؟ "قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين" وهكذا كانت شريعة إبراهيم عليه السلام, أن السارق يدفع إلى المسروق منه, وهذا هو الذي أراد يوسف عليه السلام, ولهذا بدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه, أي فتشها قبله تورية, "ثم استخرجها من وعاء أخيه" فأخذه منهم بحكم اعترافهم والتزامهم, وإلزاماً لهم بما يعتقدونه, ولهذا قال تعالى: "كذلك كدنا ليوسف" وهذا من الكيد المحبوب المراد الذي يحبه الله ويرضاه, لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة.
وقوله: "ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك" أي لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر قاله الضحاك وغيره, وإنما قيض الله له أن التزم له إخوته بما التزموه, وهو كان يعلم ذلك من شريعتهم, ولهذا مدحه الله تعالى فقال: "نرفع درجات من نشاء" كما قال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم" الاية, "وفوق كل ذي علم عليم" قال الحسن البصري: ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي إلى الله عز وجل, وكذا روى عبد الرزاق عن سفيان الثوري, عن عبد الأعلى الثعلبي, عن سعيد بن جبير, قال: كما عند ابن عباس فحدث بحديث عجيب, فتعجب رجل فقال: الحمد لله فوق كل ذي علم عليم, فقال ابن عباس: بئس ما قلت: الله العليم فوق كل عالم, وكذا روى سماك عن عكرمة, عن ابن عباس "وفوق كل ذي علم عليم" قال: يكون هذا أعلم من هذا, وهذا أعلم من هذا, والله فوق كل عالم, وهكذا قال عكرمة, وقال قتادة: وفوق كل ذي علم عليم, حتى ينتهي العلم إلى الله, منه بدىء, وتعلمت العلماء, وإليه يعود, وفي قراءة عبد الله, وفوق كل عالم عليم.
74- "قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين" هذه الجملة مستأنفة كما تقدم غير مرة في نظائرها، والقائلون هم أصحاب يوسف، أو المنادي منهم وحده كما مر، والضمير في جزاؤه للصواع على حذف مضاف: أي فما جزاء سرقة الصواع عندكم، أو الضمير للسارق، أي فما جزاء سارق الصواع عندكم "إن كنتم كاذبين" فيما تدعونه لأنفسكم من البراءة عن السرقة، وذلك بأن يوجد الصواع معكم، فأجاب أخوة يوسف.
74-"قالوا"، يعني: المنادي وأصحابه، "فما جزاؤه"، أي: جزاء السارق، "إن كنتم كاذبين"، في قولكم "وما كنا سارقين".
74."قالوا فما جزاؤه"فما جزاء السارق أو السرق أو الـ"صواع" على حذف المضاف."إن كنتم كاذبين"في ادعاء البراءة .
74. They said : And what shall be the penalty for it if ye prove liars?
74 - (The Egyptians) said: What then shall be the penalty of this, if ye are (proved) to have lied?