[الفلق : 4] وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
4 - (ومن شر النفاثات) السواحر تنفث (في العقد) التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشيء تقوله من غير ريق وقال الزمخشري معه كبنات لبيد المذكور
وقوله : " ومن شر النفاثات في العقد " يقول : ومن شر السواحر الاتي ينفثن في عقد الخيط ، حين يرقين عليها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " ومن شر النفاثات في العقد " قال : ما خالط السحر من الرقى .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن الحسن " ومن شر النفاثات في العقد " قال : السواحر والسحرة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر ، قال : تلا قتادة " ومن شر النفاثات في العقد " قال : إياكم وما خالط السحر من هذه الرقى .
قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : ام من شيء أقرب إلى الشرك من رقية المجانين .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد عن سعيد ، عن قتادة ، قال : كان الحسن يقول إذا جاز " ومن شر النفاثات في العقد " قال : إياكم وما خالط السحر .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن مجاهد و عكرمة " النفاثات في العقد " قال : قال مجاهد : الرقي في عقد الخيط ، وقال عكرمة : الأخذ في عقد الخيط .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " ومن شر النفاثات في العقد " قال : النفاثت : السواحر في العقد .

قوله تعالى:" ومن شر النفاثات في العقد" يعني الساحرات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها. شبه النفخ كما يعمل من يرقين. قال الشاعر:
أعوذ بربي من النافثا ت في عضه العاضه المعضه
وقال متمم بن نويره:
نفثت في الخيط شبيه الرقى من خشية الجنة والحاسد
وقال عنترة:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه وإن يفقد فحق له الفقود
السابعة: روى النسائي عن ابي هريرة قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من عقد عقدة ثم نفث فيها، فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاوكل إليه) ". واختلف في النفث عند الرقي، فمنعه قوم، وأجازه آخرون. قال عكرمة لاينبغي للراقي ان ينفث، ويمسح ولا يعقد. قال إبراهيم: كانوا يكرهون النفث في الرقى. وقال بعضهم: دخلت على الضحاك وهو ودع، فقلت: ألا أعوذك يا أبا محمد؟ قال بلى، ولكن لاتنفث، فعوذته بالمعوذتين. وقال ابن جريج قلت لعطاء: القرآن ينفخ به أو ينفث؟ قال: لا شيء من ذلك ولكن تقرؤه هكذا. ثم قال بعد: انفث إن شئت. وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها، فقال: لا أعلم بها بأساً، وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة.روت عائشة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية، رواه الأئمة" وقد ذكرناه أول السورة وفي (سبحان) "وعن محمد بن حاطب أن يده احترقت فأتت به أمه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفث عليها ويتكلم بكلام، زعم أنه لم يحفظه ". وقال محمد بن الأشعث: ذهب بي إلىعائشة رضي الله عنها وفي عيني سوء، فرقتني ونفثت.
وأما ما روي عن عكرمة من قوله: لاينبغي للراقي أن ينفث، فكأنه ذهب فيه إلى ان الله تعالى جعل النفث في العقد مما يستعاذ به، فلا يكون بنفسه عوذة. وليس هذا هكذا، لأن النفث في العقد إذا كان مذموماً لم يجب أن يكن النفث بلا عقد مذموماً. ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان، فلا يقاس ما ينفع بما يضرز وأما كراهة عكرمة المسح فخلاف السنة.
" قال علي رضي الله عنه : اشتكيت، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول:اللهم ان كان اجلي قد حضر فأرحني، وان كان متأخراً فاشفني وعافني، وإن كان بلاء فصبرني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (كيف قلت؟)فقلت له. فمسحني بيده، ثم قال(اللهم اشفه) فما عاد ذلك الوجع بعد". وقرأ عبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن سابط و عيسى بن عمر ورويش عن يعقوب(ومن شر النافثات)في وزن (فاعلات) ورويت عن عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. وروي ان نساء سحرن النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية. قال ابن زيد: كن من اليهود، يعني السواحر المذكورات. وقيل هن بنات لبيد بن الأعصم.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام , حدثنا أبو أحمد الزبيري , حدثنا حسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال الفلق الصبح, وقال العوفي عن ابن عباس "الفلق" الصبح, وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير وعبد الله بن محمد بن عقيل والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي, وابن زيد ومالك عن زيد بن أسلم مثل هذا, قال القرظي وابن زيد وابن جرير : وهي كقوله تعالى: "فالق الإصباح" وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "الفلق" الخلق, وكذا قال الضحاك : أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله, وقال كعب الأحبار "الفلق" بيت في جهنم, إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره, ورواه ابن أبي حاتم , ثم قال: حدثنا أبي , حدثنا سهيل بن عثمان عن رجل سماه, عن السدي , عن زيد بن علي , عن آبائه أنهم قالوا "الفلق" جب في قعر جهنم عليه غطاء, فإذا كشف عنه, خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه, وكذا روي عن عمرو بن عنبسة وابن عباس والسدي وغيرهم.
وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر, فقال ابن جرير : حدثني إسحاق بن وهب الواسطي , حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي , حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني عن شعيب بن صفوان , عن محمد بن كعب القرظي , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الفلق جب في جهنم مغطى" إسناده غريب ولا يصح رفعه. وقال أبو عبد الرحمن الحبلي "الفلق" من أسماء جهنم, وقال ابن جرير : والصواب القول الأول إنه فلق الصبح, وهذا هو الصحيح, وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى. وقوله تعالى: "من شر ما خلق" أي من شر جميع المخلوقات, وقال ثابت البناني والحسن البصري : جهنم وإبليس وذريته مما خلق "ومن شر غاسق إذا وقب" قال مجاهد : غاسق الليل إذا وقب غروب الشمس, حكاه البخاري عنه, وكذا رواه ابن أبي نجيح عنه, وكذا قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وخصيف والحسن وقتادة : إذا وقب الليل إذا أقبل بظلامه. وقال الزهري "ومن شر غاسق إذا وقب" الشمس إذا غربت, وعن عطية وقتادة : إذا وقب الليل إذا ذهب, وقال أبو المهزم عن أبي هريرة "ومن شر غاسق إذا وقب" الكوكب, وقال ابن زيد : كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا, وكانت الأسقام والطواعين تكبر عند وقوعها, وترتفع عند طلوعها.
قال ابن جرير : ولهؤلاء من الاثار ما حدثني نصر بن علي , حدثني بكار بن عبد الله بن أخي همام , حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن شر غاسق إذا وقب ـ النجم الغاسق" (قلت) وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, قال ابن جرير وقال آخرون: هو القمر. (قلت) وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد : حدثنا أبو داود الحفري عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن أبي سلمة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأراني القمرحين طلع وقال: "تعوذي با لله من شر هذا الغاسق إذا وقب" ورواه الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن به. وقال الترمذي حديث حسن صحيح ولفظه "تعوذي با لله من شر هذا الغاسق إذا وقب" ولفظ النسائي "تعوذي با لله من شر هذا, هذا الغاسق إذا وقب" قال أصحاب القول الأول: وهو آية الليل إذا ولج هذا لا ينافي قولنا لأن القمر آية الليل ولا يوجد له سلطان إلا فيه, وكذلك النجوم لا تضيء إلا بالليل فهو يرجع إلى ما قلناه والله أعلم.
وقوله تعالى: "ومن شر النفاثات في العقد" قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك : يعني السواحر, قال مجاهد : إذا رقين ونفثن في العقد. وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى , حدثنا ابن ثور عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: ما من شيء أقرب إلى الشرك من رقية الحية والمجانين, وفي الحديث الاخر " أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اشتكيت يا محمد ؟ فقال : نعم فقال: باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك, ومن شر كل حاسد وعين, الله يشفيك, ولعل هذا كان من شكواه صلى الله عليه وسلم حين سحر, ثم عافاه الله تعالى وشفاه ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم, وجعل تدميرهم في تدبيرهم وفضحهم, ولكن مع هذا لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الدهر, بل كفى الله وشفى وعافى " . وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية , حدثنا الأعمش عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال: " سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياماً. قال: فجاءه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك وعقد لك في بئر كذا وكذا, فأرسل إليها من يجيء بها, فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجها فجاءه بها فحللها, قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال " , فما ذكر ذلك لليهودي, ولا رآه في وجهه حتى مات, ورواه النسائي عن هناد عن أبي معاوية محمد بن حازم الضرير .
وقال البخاري في كتاب الطب من صحيحه: حدثنا عبد الله بن محمد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أول من حدثنا به ابن جريج يقول: حدثني آل عروة عن عروة , فسألت هشاماً عنه, فحدثنا عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن, قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال: "يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والاخر عند رجلي, فقال الذي عند رأسي للاخر: ما بال الرجل ؟ قال: مطبوب, قال: ومن طبه, قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقاً, قال: وفيم ؟ قال: في مشط ومشاقة, قال: وأين ؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان قالت: فأتى البئر حتى استخرجه فقال: هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رؤوس الشياطين قال: فاستخرج فقلت: أفلا تنشرت ؟ فقال: أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً".
وأسنده من حديث عيسى بن يونس وأبي ضمرة أنس بن عياض وأبي أسامة ويحيى القطان وفيه قالت حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله, وعنده فأمر بالبئر فدفنت, وذكر أنه رواه عن هشام أيضاً ابن أبي الزناد والليث بن سعد , وقد رواه مسلم من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير , ورواه أحمد عن عفان عن وهيب عن هشام به. ورواه الإمام أحمد أيضاً عن إبراهيم بن خالد عن معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: " لبث النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي, فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والاخر عند رجليه, فقال أحدهما للاخر: ما باله ؟ قال: مطبوب, قال: ومن طبه ؟ قال: لبيد بن الأعصم, وذكر تمام الحديث " . وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره, قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة من أسنان مشطه, فأعطاها اليهود فسحروه فيها.
وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له ابن أعصم, ثم دسها في بئر لبني زريق يقال له ذروان, فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن, وجعل يذوب ولا يدري ما عراه, فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان, فجلس أحدهما عند رأسه والاخر عند رجليه, فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما بال الرجل ؟ قال: طب, قال: وما طب ؟ قال: سحر ؟ قال: ومن سحره ؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي. قال: وبم طبه ؟ قال: بمشط ومشاطة قال: وأين هو ؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان. والجف قشر الطلع, والراعوفة حجر في أسفل البئر ناتىء يقوم عليه الماتح, فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعوراً, وقال: "يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء, ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه, وإذا فيه وتر معقود فيه اثنا عشر عقدة مغروزة بالإبر, فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة, ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة, فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين, الله يشفيك. فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شراً" هكذا أورده بلا إسناد وفيه غرابة, وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد مما تقدم, والله أعلم.
4- "ومن شر النفاثات في العقد" النفاثات هن السواحر: أي ومن شر النفوس النفاثات، أو النساء النفاثات، والنفث النفخ كما يفعل ذلك من يرقي ويسحر، قيل مع ريق، وقيل بدون ريق، وقيل بدون ريق، والعقد جمع عقدة، وذلك أنهن كن ينفثن في عقد الخيوط حين يسحرن بها، ومنه قول عنترة:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه وإن يعقد فخق له العقود
وقول متمم بن نويرة:
نفث في الخيط شبيه الرقى من خشية الجنة والحاسد
قال أبو عبيدة: النفاثات هن بنات لبيد الأعصم اليهودي، سحرن النبي صلى الله عليه وسلم. قرأ الجمهور النفاثات جمع نفاثة على المبالغة. وقرأ يعقوب وعبد الرحمن بن ساباط وعيسى بن عمر النافثات جمع نافثة. وقرأ الحسن النافثات بضم النون. وقرأ أبو الربيع النفاثات بدون ألف.
4- "ومن شر النفاثات في العقد"، يعني السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها. قال أبو عبيدة: هن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي صلى الله عليه وسلم.
4-" ومن شر النفاثات في العقد " ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها ، والنفث النفخ مع ريق وتخصيصه لما روي أن يهودياً سحر النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة في وتر دسه في بئر ،فمرض النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت المعوذتان ، وأخبره جبريل عليه الصلاة والسلام بموضع السحر فأرسل علياً رضي الله تعالى عنه فجاء به فقرأهما عليه ، فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد بعض الخفة ، ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور ، لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر . وقيل المراد بالنفث في العقد إبطال عزائم الرجال بالحيل مستعار من تليين العقد بنفث الريق ليسهل حلها وإفرادها بالتعريف لأن كل نفاثه شريرة بخلاف كل غاسق وحاسد .
4. And from the evil of malignant witchcraft,
4 - From the mischief of those who practise Secret Arts;