[الإخلاص : 1] قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
1 - (قل هو الله أحد) فالله خبر هو وأحد بدل منه أو خبر ثان
أخرج الترمذي والحاكم وابن خزيمة من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد إلى آخرها وأخرج الطبراني وابن جرير مثله من حديث جابر بن عبدالله فاستدل بها على أن السورة مكية
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب فقالوا يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك فأنزل الله قل هو الله أحد إلى آخرها وأخرج ابن جرير عن قتادة وابن المنذر عن سعيد بن جبير مثله فاستدل بهذا على أنها مدنية
ك وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال قال قتادة قالت الأحزاب انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه السورة وهذا المراد بالمشركين في حديث أبي فتكون السورة مدنية كما دل عليه حديث ابن عباس وينتفي التعارض بين الحديثين لكن أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق أبان عن أنس قال أتت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حمأ مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والأرض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك فلم يجبهم فأتاه جبريل بهذه السورة قل هو الله أحد
ذكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب رب العزة فأنزل الله هذه السورة جواباً لهم . وقال بعضهم : بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه ، فقالوا له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فأنزلت جواباً لهم .
ذكر من قال أنزلت جواباً للشركين الذين سألوه أن ينسب لهم الرب تبارك وتعالى .
"حدثنا أحمد بن منيع المروزي و محمود بن خداش الطالقاني ، قالا : ينا أبو سعيد الصنعاني ، قال : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، قال : قال المشركون للنبلي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله " قل هو الله أحد * الله الصمد "" .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة قال : إن المشركين قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن ربك ، صف لنا ربك ما هو أي شيء هو فأنزل الله : " قل هو الله أحد " إلى آخر السورة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية " قل هو الله أحد * الله الصمد " قال : قال ذلك قادة الأحزاب : انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه .
حدثني محمد بن عوف ، قال : ثنا شريح ، قال : ثنا إسماعيل بن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر قال : قال المشركون : انسب لنا ربك ، فأنزل الله " قل هو الله أحد " .
ذكر من قال نزل ذلك من أجل مسألة اليهود .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا سلمة ، قال : ثني ابن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد ، قال : أتى رهط من اليهو النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ي محمد هذا الله خلق الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضباً لربه ، فجاءه جبريل عليه السلا فسكنه ، وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد وجاءه من الله جواب ما سلوه عنه . قال : يقول الله " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد " فلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، صف لنا ربك كيف خلقه ، وكيف عضه ، وكيف ذراعه .فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غعضبه الأول ، وساورهم غضباً ، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه : " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " [ الروم : 67] .
حدثنا ابن حميد ، قال :نثا مهران ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال :جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انسب لنا ربك ، فنزلت " قل هو الله أحد " حتى ختم السورة .
فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا : قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفعته ومن خلقه : الرب الذي سأتموني عنه ، هو الله الذي له عبادة كل شيء ، لا تنبغي العبادة إلا له ، ولا تصلح لشيء سواه .
واختلف أهل العربية في الرافع ( أحد ) فقال بعضهم : الرافع له ( الله) و ( هو ) عماد ، بمنزلة الهاء في قوله : " إنه أنا الله العزيز الحكيم " [ النمل : 9 ] وقال آخر منهم : بل (هو ) مرفوع ، وإن كان نكره بالاستئناف ، كقوله : هذا بعلي شيخ ، وقال : هو الله جواب لكلام قوم قالوا له : ما الذي تعبد ؟ فقال : هو الله ، ثم قيل له : فما هو ؟ قال : هو أحد .
وقال آخرون : ( أحد ) بمعنى : واحد ، وأنكر أن يكون العماد مستأنفاً به ، حتى يكون قبله حرف من حروف الشك ، كظن وأخوتها ، وكان وذواتها ، أو إن وما أشبهها . وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاب العربية .
واختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( أحد الله الصمد ) بتنوين ( أحد ) سوى نصر بن عاصم ، و عبد الله بن ابي إسحاق ، فإنه روي عنهما ترك التنوين ( أحد الله ) ، وكأن من قرأ ذلك كذلك ، قال : نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحياناً ، كما قال الشاعر .
كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء .
يريد : عن خدام العقيلة .
والصواب في ذلك عندنا : التنوين ، لمعنيين : أحدهما أفصح اللغتين ، وأشهر الكلامين ، وأجودهما عند العرب . والثاني : إجماع الججة من قراء الأمصار على اختيار التنوين فيه ، ففي ذلك مكتفى عن الاستشهاد على صحته بغيره ، وقد بيناً معنى قوله ( أحد ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
مكية في قول ابن مسعود و الحسن وعطاء وعكرمة وجابر . ومدنية في أحد قولي ابن عباس و قتادة و الضحاك و السدي وهي اربع آيات .
قوله تعالى:" قل هو الله أحد" أي الواحد الوتر، الذي لا شبيه له، ولا نظير ولا صاحبة، ولا ولد ولا شريك. وأصل(أحد): وحد، قلبت الواو همزة. ومنه قول النابغة:
بذي الجليل على مستأنس وحد
وقد تقدم في سورة(البقرة) الفرق بين واحد وأحد، وفي كتاب (الأسنى)، في شرح أسماء الله الحسنى أيضاً مستوفى. والحمد لله. و " أحد" مرفوع، على معنى: هو أحد. وقيل: المعنى: قل: الأمر والشأن: الله أحد. وقيل: (أحد) بدل من قوله:(الله) وقرأ جماعة (أحد الله) بلا تنوين، طلباً للخفة، وفراراً من التقاء الساكنين، ومنه قول الشاعر:
ولا ذاكر الله إلا قليلاً
تفسير سورة الإخلاص
(ذكر سبب نزولها وفضلها)
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد محمد بن ميسر الصاغاني , حدثنا أبو جعفر الرازي , حدثنا الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد "انسب لنا ربك " , فأنزل الله تعالى: "قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد" وكذا رواه الترمذي وابن جرير عن أحمد بن منيع , زاد ابن جرير ومحمود بن خداش عن أبي سعيد محمد بن ميسر به زاد ابن جرير والترمذي قال "الصمد" الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت, وليس شيء يموت إلا سيورث, وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث "ولم يكن له كفواً أحد" ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء. ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد محمد بن ميسر به, ثم رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية , فذكره مرسلاً ثم لم يذكر حدثنا, ثم قال الترمذي : وهذا أصح من حديث أبي سعيد .
(حديث آخر في معناه) قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا سريج بن يونس حدثنا إسماعيل بن مجالد , عن مجالد عن الشعبي عن جابر رضي الله عنه أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب لنا ربك, فأنزل الله عز وجل "قل هو الله أحد" إلى آخرها إسناد متقارب, وقد رواه ابن جرير عن محمد بن عوف عن سريج فذكره, وقد أرسله غير واحد من السلف, وروى عبيد بن إسحاق العطار عن قيس بن الربيع عن عاصم , عن أبي وائل , عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك فنزلت هذه السورة "قل هو الله أحد" قال الطبراني : ورواه الفريابي وغيره عن قيس عن أبي عاصم , عن أبي وائل مرسلاً, ثم روى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عثمان الطرائفي , عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل شيء نسبة ونسبة الله " قل هو الله أحد * الله الصمد " والصمد ليس بأجوف".
(حديث آخر في فضلها) قال البخاري : حدثنا محمد هو الذهلي , حدثنا أحمد بن صالح , حدثنا ابن وهب , أخبرنا عمرو عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن , حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن , وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية, وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد, فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله تعالى يحبه" هكذا رواه في كتاب التوحيد, ومنهم من يسقط ذكر محمد الذهلي ويجعله من روايته عن أحمد بن صالح , وقد رواه مسلم والنسائي أيضاً من حديث عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث , عن سعيد بن أبي هلال به.
(حديث آخر) قال البخاري في كتاب الصلاة, وقال عبيد الله عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء, فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد, حتى يفرغ منها ثم كان يقرأ سورة أخرى معها, وكان يصنع ذلك في كل ركعة: فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى, فإما أن تقرأ بها, وإما تدعها وتقرأ بأخرى, فقال: ما أنا بتاركها, إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت, وإن كرهتم تركتكم, وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره, فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال: "يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة قال إني أحبها, قال: حبك إياها أدخلك الجنة".
هكذا رواه البخاري تعليقاً مجزوماً به. وقد رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي , عن عبيد الله بن عمر فذكر بإسناده مثله سواء, ثم قال الترمذي : غريب من حديث عبيد الله عن ثابت . قال: وروى مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس أن رجلاً قال: " يا رسول الله إني أحب هذه السورة "قل هو الله أحد" قال: إن حبك إياها أدخلك الجنة" وهذا الذي علقه الترمذي قد رواه الإمام أحمد في مسنده متصلاً, فقال: حدثنا أبو النضر , حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحب هذه السورة "قل هو الله أحد" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حبك إياها أدخلك الجنة".
(حديث في كونها تعدل ثلث القرآن) قال البخاري : حدثنا إسماعيل , حدثنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ "قل هو الله أحد" يرددها, فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له, وكأن الرجل يتقالها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن" زاد إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي سعيد قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد رواه البخاري أيضاً عن عبد الله بن يوسف والقعنبي , ورواه أبو داود عن القعنبي والنسائي عن قتيبة كلهم عن مالك به, وحديث قتادة بن النعمان أسنده النسائي من طريقين عن إسماعيل بن جعفر عن مالك به.
(حديث آخر) قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص , حدثنا أبي حدثنا الأعمش , حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة" فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله. فقال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن" تفرد بإخراجه البخاري من حديث إبراهيم بن يزيد النخعي والضحاك بن شرحبيل الهمداني المشرقي , كلاهما عن أبي سعيد , قال الفربري : سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله قال : قال أبو عبد الله البخاري عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك مسند.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق , حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم , عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, قال: بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله بقل هو الله أحد, فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل نصف القرآن ـ أو ثلثه ـ".
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا حسن , حدثنا ابن لهيعة , حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول: " ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة ؟ فقالوا: وهل يستطيع ذلك أحد ؟ قال: فإن "قل هو الله أحد" ثلث القرآن. قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب فقال: صدق أبو أيوب".
(حديث آخر) قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان , أخبرني أبو حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن" فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ "قل هو الله أحد" ثم دخل فقال بعضنا لبعض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن" إني لأرى هذا خبراً جاء من السماء, ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني قلت سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا وإنها تعدل ثلث القرآن" وهكذا رواه مسلم في صحيحه عن محمد بن بشار به. وقال الترمذي : حسن صحيح غريب, واسم أبي حازم سلمان .
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور , عن هلال بن يساف , عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون , عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ "قل هو الله أحد * الله الصمد" في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن" هذا حديث تساعي الإسناد للإمام أحمد ورواه الترمذي والنسائي كلاهما عن محمد بن بشار بندار زاد الترمذي وقتيبة كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي به فصار لهما عشارياً, وفي رواية الترمذي عن امرأة أبي أيوب عن أبي أيوب به, وحسنه ثم قال وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي سعيد وقتادة بن النعمان وأبي هريرة وأنس وابن عمر وأبي مسعود , وهذا حديث حسن ولا نعلم أحداً روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة , وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض , وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه.
(حديث آخر) قال أحمد : حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف , عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث القرآن" ورواه النسائي في اليوم والليلة من حديث هشيم عن حصين عن ابن أبي ليلى به. ولم يقع في روايته هلال بن يساف .
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس , عن عمرو بن ميمون عن مسعود رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" وهكذا رواه ابن ماجه عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع به. ورواه النسائي في اليوم والليلة من طرق أخر عن عمرو بن ميمون مرفوعاً وموقوفاً.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا بهز , حدثنا بكير بن أبي السميط حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن ؟ قالوا: نعم يا رسول الله نحن أضعف من ذلك وأعجز, قال: فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فقل هو الله أحد ثلث القرآن" ورواه مسلم والنسائي من حديث قتادة به.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا أمية بن خالد , حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي بن شهاب عن عمه الزهري , عن حميد بن عبد الرحمن هو ابن عوف , عن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط , قالت: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد", تعدل ثلث القرآن" وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن عمرو بن علي عن أمية بن خالد به, ثم رواه من طريق مالك عن الزهري , عن حميد بن عبد الرحمن قوله. ورواه النسائي أيضاً في اليوم والليلة من حديث محمد بن إسحاق عن الحارث بن الفضيل الأنصاري عن الزهري , عن حميد بن عبد الرحمن أن نفراً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حدثوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها".
(حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة) قال الإمام مالك بن أنس عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين قال: سمعت أبا هريرة يقول: أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلاً يقرأ قل هو الله أحد, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وجبت ـ قلت وما وجبت قال ـ الجنة" ورواه الترمذي والنسائي من حديث مالك , وقال الترمذي : حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك , وتقدم حديث "حبك إياها أدخلك الجنة".
(حديث في تكرار قراءتها) قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا قطر بن بشير , حدثنا عيسى بن ميمون القرشي , حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات في ليلة فإنها تعدل ثلث القرآن" هذا إسناد ضعيف وأجود منه.
(حديث آخر) قال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي , حدثنا الضحاك بن مخلد , حدثنا ابن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد , عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال : أصابنا عطش وظلمة فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا, فخرج فأخذ بيدي فقال: "قل : فسكت. قال :قل قلت: ما أقول ؟ قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً, تكفيك كل يوم مرتين" ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن أبي ذئب به. وقال الترمذي : حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقد رواه النسائي من طريق أخرى عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة بن عامر فذكره ولفظه "تكفك كل شيء".
(حديث آخر في ذلك) قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى , حدثني ليث بن سعد , حدثني الخليل بن مرة عن الأزهر بن عبد الله عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله واحداً أحداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له كفواً أحد,, عشر مرات كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة" تفرد به أحمد والخليل بن مرة , ضعفه البخاري وغيره بمرة.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد أيضاً: حدثنا حسن بن موسى , حدثنا ابن لهيعة , حدثنا زبان بن فائدة عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة" فقال عمر : إذاً نستكثر يا رسول الله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكثر وأطيب" تفرد به أحمد ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال: حدثنا عبد الله بن زيد , حدثنا حيوة , حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد , قال الدارمي : وكان من الأبدال أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة, ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة, ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة" فقال عمر بن الخطاب : إذاً نكثر قصورنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أوسع من ذلك" وهذا مرسل جيد.
(حديث آخر) قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا نصر بن علي , حدثني نوح بن قيس , أخبرني محمد العطار , أخبرتني أم كثير الأنصارية عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ قل هو الله أحد خمسين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة" إسناده ضعيف.
(حديث آخر) قال أبو يعلى : حدثنا أبو الربيع : حدثنا حاتم بن ميمون , حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ قل هو الله أحد في يوم مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين", إسناد ضعيف, حاتم بن ميمون ضعفه البخاري وغيره, ورواه الترمذي عن محمد بن مرزوق البصري عن حاتم بن ميمون به. ولفظه: "من قرأ كل يوم مائتي مرة قل هو الله أحد محي عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين".
قال الترمذي : وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه, ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة, فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل: يا عبدي ادخل على يمينك الجنة" ثم قال غريب من حديث ثابت , وقد روي من غير هذا الوجه عنه, وقال أبو بكر البزار : حدثنا سهل بن بحر , حدثنا حبان بن أغلب , حدثنا أبي , حدثنا ثابت عن أنس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة حط الله عنه ذنوب مائتي سنة" ثم قال: لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر والأغلب بن تميم , وهما متقاربان في سوء الحفظ.
(حديث آخر) في الدعاء بما تضمنته من الأسماء. قال النسائي عند تفسيرها: حدثنا عبد الرحمن بن خالد , حدثنا زيد بن الحباب , حدثني مالك بن مغول , حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد, فإذا رجل يصلي يدعو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. قال: "والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب" وقد أخرجه بقية أصحاب السنن من طرق عن مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به, وقال الترمذي : حسن غريب.
(حديث آخر) في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة. قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا عبد الأعلى , حدثنا بشر بن منصور عن عمر بن شيبان عن أبي شداد عن جابر بن عبد الله : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء, وزوج من الحور العين حيث شاء, من عفا عن قاتله, وأدى ديناً خفياً , وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات: قل هو الله أحد قال: فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله, قال أو إحداهن".
(حديث) في قراءتها عند دخول المنزل. قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري , حدثنا محمد بن الفرج , حدثنا محمد بن الزبرقان عن مروان بن سالم عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير , عن جرير بن عبد الله قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران" إسناده ضعيف.
(حديث) في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال . قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي , حدثنا يزيد بن هارون عن العلاء أبي محمد الثقفي . قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور, لم نرها طلعت فيما مضى بمثله, فأتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا جبريل مالي أرى الشمس طلعت اليوم بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت بمثله فيما مضى ؟ قال: إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي, مات بالمدينة اليوم فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال: وفيم ذلك ؟ قال: كان يكثر قراءة قل هو الله أحد في الليل وفي النهار وفي ممشاه وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه ؟ قال: نعم فصلى عليه " , وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة من طريق يزيد بن هارون عن العلاء بن محمد وهو متهم بالوضع, والله أعلم.
(طريق أخرى) قال أبو يعلى : حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله حدثنا عثمان بن الهيثم مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي عن محمود أبي عبد الله عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس قال: " نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مات معاوية بن معاوية الليثي, فتحب أن تصلي عليه ؟ قال: نعم فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت, فرفع سريره فنظر إليه فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل بم نال هذه المنزلة من الله تعالى ؟ قال: بحبه قل هو الله أحد, وقراءته إياها ذاهباً وجائياً قائماً وقاعداً وعلى كل حال " . ورواه البيهقي من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن عن محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس فذكره, وهذا هو الصواب و محبوب بن هلال قال أبو حاتم الرازي ليس بالمشهور, وقد روي هذا من طرق أخر تركناها اختصاراً وكلها ضعيفة.
(حديث آخر) في فضلها مع المعوذتين. قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة حدثنا معاذ بن رفاعة , حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال :" لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذته بيده فقلت: يا رسول الله بم نجاة المؤمن ؟ قال: يا عقبة أخرس لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك قال: ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأني فأخذ بيدي فقال: يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ؟ قال: قلت بلى جعلني الله فداك. قال: فأقرأني "قل هو الله أحد" و "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس" ثم قال: يا عقبة لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن قال فما نسيتهن منذ قال لا تنسهن وما بت ليلة قط حتى أقرأهن, قال عقبة : ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده, فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال: يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك" روى الترمذي بعضه في الزهد من حديث عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد , فقال: هذا حديث حسن وقد رواه أحمد من طريق آخر: حدثنا حسين بن محمد حدثنا ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم, فذكر مثله سواء تفرد به أحمد .
(حديث آخر) في الاستشفاء بهن قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا المفضل عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما, وقرأ فيهما قل هو الله أحد, وقل أعوذ برب الفلق, وقل أعوذ برب الناس, ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده, يفعل ذلك ثلاث مرات" وهكذا رواه أهل السنن من حديث عقيل به.
بسم الله الرحمـن الرحيم
قد تقدم ذكر سبب نزولها, وقال عكرمة . لما قالت اليهود نحن نعبد عزيراً ابن الله, وقالت النصارى: نحن نعبد المسيح بن الله, وقالت المجوس: نحن نعبد الشمس والقمر, وقالت المشركون: نحن نعبد الأوثان, أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم "قل هو الله أحد" يعني هو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير ولا نديد ولا شبيه ولا عديل, ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله وقوله تعالى: "الله الصمد" قال عكرمة عن ابن عباس : يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : هو السيد الذي قد كمل في سؤدده, والشريف الذي قد كمل في شرفه, والعظيم الذي قد كمل في عظمته, والحليم الذي قد كمل في حلمه, والعليم الذي قد كمل في علمه, والحكيم الذي قد كمل في حكمته. وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد, وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس له كفء وليس كمثله شيء سبحان الله الواحد القهار, وقال الأعمش عن شقيق عن أبي وائل "الصمد" السيد الذي قد انتهى سؤدده, ورواه عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود مثله.
وقال مالك عن زيد بن أسلم "الصمد" السيد, وقال الحسن وقتادة : هو الباقي بعد خلقه, وقال الحسن أيضاً "الصمد" الحي القيوم الذي لا زوال له وقال عكرمة : الصمد الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم وقال الربيع بن أنس هو الذي لم يلد ولم يولد كأنه جعل ما بعده تفسيراً له وهو قوله: "لم يلد ولم يولد" وهو تفسير جيد, وقد تقدم الحديث من رواية ابن جرير عن أبي بن كعب في ذلك وهو صريح فيه, وقال ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن المسيب ومجاهد وعبد الله بن بريدة وعكرمة أيضاً, و سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وعطية العوفي والضحاك والسدي "الصمد" الذي لا جوف له. وقال سفيان عن منصور عن مجاهد "الصمد" المصمت الذي لا جوف له, وقال الشعبي : هو الذي لا يأكل الطعام, ولا يشرب الشراب. وقال عبد الله بن بريدة أيضاً "الصمد" نور يتلألأ, روى ذلك كله وحكاه ابن أبي حاتم والبيهقي والطبراني , وكذا أبو جعفر بن جرير ساق أكثر ذلك بأسانيده, وقال: حدثني العباس بن أبي طالب , حدثنا محمد بن عمرو بن رومي عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش , حدثنا صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لا أعلم إلا قد رفعه قال: "الصمد الذي لا جوف له" وهذا غريب جداً والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن بريدة .
وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيراً من هذه الأقوال في تفسير الصمد: وكل هذه صحيحة وهي صفات ربنا عز وجل, هو الذي يصمد إليه في الحوائج وهو الذي قد انتهى سؤدده, وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب, وهو الباقي بعد خلقه. وقال البيهقي نحو ذلك. وقوله تعالى: " لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد " أي ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة. قال مجاهد "ولم يكن له كفواً أحد" يعني لا صاحبة له وهذا كما قال تعالى: "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء" أي هو مالك كل شيء وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه أو قريب يدانيه تعالى وتقدس وتنزه, قال الله تعالى: " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ".
وقال تعالى: "وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون" وقال تعالى : " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون " وفي صحيح البخاري "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم" وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك, وشتمني ولم يكن له ذلك, فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني, وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته, وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد" ورواه أيضاً من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعاً بمثله تفرد بهما من هذين الوجهين. آخر تفسير سورة الإخلاص, ولله الحمد والمنة.
وهي أربع آيات
وهي مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر، ومدينة في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي، وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي عاصم في السنة والبغوي في معجمه وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي بن كعب "أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد " إلخ ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يوت إلا سيورث، وإن الله لا يموت ولا يورث "ولم يكن له كفواً أحد" قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء"، ورواه الترمذي من طريق أخرى عن أبي العالية مرسلاً ولم يذكر أبيا، ثم قال: وهذا أصح. وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جابر قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب لنا ربك، فأنزل الله "قل هو الله أحد" إلى آخر السورة" وحسن السيوطي إسناده. وأخرج الطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود قال: "قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك فنزلت هذه السورة "قل هو الله أحد"". وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس "أن اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك، فأنزل الله " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد " فيخرج منه الولد. ولم يولد، فيخرج منه شيء". وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد والنسائي في اليوم والليلة وابن منيع ومحمد بن نصر وابن مردويه والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ "قل هو الله أحد" فكأنما قرأ ثلث القرآن"، وأخرج ابن الضريس والبزار والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ "قل هو الله أحد" مائتي مرة غفر الله له ذنب مائتي سنة". قال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا الحسن بن أبي جعفر والأغلب بن تميم، وهما يتقاربان في سوء الحفظ. وأخرج أحمد والترمذي وابن الضريس والبيهقي في سننه عن أنس قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحب هذه السورة "قل هو الله أحد"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حبك أياها أدخلك الجنة". وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن الأنباري في المصاحف عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ "قل هو الله أحد" ثلاث مرات في ليلة؟ فأنها تعدل ثلث القرآن" وإسناده ضعيف. وأخرج محمد بن نصر وأبو يعلى عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ "قل هو الله أحد" خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين سنة" وإسناده ضعيف. وأخرج الترمذي وابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ "قل هو الله أحد" مائتي مرة، كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة، ومحا عنه ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دين" وفي إسناده حاتم بن ميمون ضعفه البخاري وغيره، ولفظ الترمذي "من قرأ في يوم مائتي مرة "قل هو الله أحد" محي عنه ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دين"، وفي إسناده حاتم بن ميمون المذكور. وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وأبو يعلى وابن عدي والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينام على فراشه من الليل فنام على يمينه، ثم قرأ "قل هو الله أحد" مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب: يا عبدي ادخل على يمينك الجنة" وفي إسناده أيضاً حاتم بن ميمون المذكور. قال الترمذي بعد إخراجه: غريب من حديث ثابت. وقد روي من غير هذا الوجه عنه. وأخرج ابن سعيد وابن الضريس وأبو يعلى والبيهقي في الدلائل عن أنس قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشام، وفي لفظ: بتبوك فهبط جبريل فقال: يا محمد إن معاوية بن معاوية المزني هلك، أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم، فضرب بجناحه الأرض فتضعضع له كل شيء ولزق بالأرض ورفع له سريره فصلى عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أي شيء أوتي معاوية هذا الفضل، صلى عليه صفان من الملائكة في كل صف ستة آلاف ملك؟ قال: بقراءة "قل هو الله أحد" كان يقرأها قائماً وقاعداً وجائياً وذاهباً ونائماً"، وفي إسناده العلاء بن محمد الثقفي وهو متهم بالوضع. وروي عنه من وجه آخر بأطول من هذا، وفي إسناده هذا المتهم. وفي الباب أحاديث في هذا المعنى وغيره. وقد روي من غير الوجه أنها تعدل ثلث القرآن، وفيها ما هو صحيح وفيها ما هو حسن، فمن ذلك ما أخرجه مسلم والترمذي وصححه وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ
"قل هو الله أحد" ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني قلت سأقرأ عليكم ثلث القرءان ألا وإنها تعدل ثلث القرآن". وأخرج أحمد والبخاري وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن" يعني "قل هو الله أحد". وأخرج أحمد والبخاري وغيرهما من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك؟ فقال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن". وأخرج مسلم وغيره من حديث أبي الدرداء نحوه. وقد روي نحو هذا بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود، وحديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وروي نحو هذا عن غير هؤلاء بأسانيد بعضها حسن وبعضها ضعيف، ولو لم يرد في فضل هذه السورة إلا حديث عائشة عند البخاري ومسلم وغيرهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً في سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ"قل هو الله أحد"، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال: أخبروه أن الله تعالى يحبه" هذا لفظ البخاري في كتاب التوحيد. وأخرج البخاري أيضاً في كتاب الصلاة من حديث أنس قال "كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة فقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح "قل هو الله أحد" حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذ السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها وإماأن تدعها وتقرأ بأخرى. قال: ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم فكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ فقال: إني أحبها، قال: حبك إياها أدخلك الجنة" وقد روي بهذا اللفظ من غير وجه عند غير البخاري.
قوله: 1- "قل هو الله أحد" الضمير يجوز أن يكون عائداً إلى ما يفهم من السياق لما قدمنا من بيان سبب النزول، وأن المشركين قالوا: يا محمد انسب لنا ربك، فيكون مبتدأ، والله مبتدأ ثان، وأحد خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر المبتدأ الأول، ويجوز أن يكون الله بدلاً من هو، والخبر أحد. ويجوز أن يكون الله خبراً أول، وأحد خبراً ثانياً، ويجوز أن يكون أحد خبراً لمبتدأ محذوف: أي هو أحد. ويجوز أن يكون هو ضمير شأن لأنه موضع تعظيم، والجملة بعده مفسرة له وخبر عنه، والأول أولى. قال الزجاج: هو كناية عن ذكر الله، والمعنى: إن سألتم تبيين نسبته هو الله أحد، قيل وهمزة أحد بدل من الواو وأصله واحد. وقال أبو البقاء. همزة أحد أصل بنفسها غير مقلوبة، وذكر أن أحد يفيد العموم دون واحد. ومما يفيد الفرق بينهما ما قاله الأزهري: أنه لا يوصف بالأحدية غير الله تعالى ولا يقال رجل أحد ولا درهم أحد، كما يقال رجل واحد ودرهم واحد. قيل والواحد يدخل في الأحد والأحد لا يدخل فيه فإذا قلت لا يقاومه واحد جاز أن يقال لكنه يقاومه اثنان بخلاف قولك لا يقاومه أحد. وفرق ثعلب بين واحد وبين أحد بأن الواحد يدخل في العدد، وأحد لا يدخل فيه. ورد عليه أبو حيان بأنه يقال أحد وعشرون ونحوه فقد دخله العدد، وهذا كما ترى، ومن جملة القائلين بالقلب الخليل. قرأ الجمهور "قل هو الله أحد" بإثبات قل. وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي الله أحد بدون قل. وقرأ الأعمش قل هو الله الواحد وقرأ الجمهور بتنوين " أحد "، وهو الأصل. وقرأ زيد بن علي وأبان بن عثمان وابن أبي إسحاق والحسن وأبو السماك وأبو عمرو في رواية عنه بحذف التنوين للخفة كما في قول الشاعر:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
وقيل إن ترك التنوين لملاقاته لام التعريق، فيكون الترك لأجل الفرار من التقاء الساكنين. ويجاب عنه بأن الفرار من التقاء الساكنين قد حصل مع التنوين بتحريك الأول منهما بالكسر.
1- "قل هو الله أحد"، روى أبو العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى هذه السورة.
وروى أبو ظبيان، وأبو صالح، عن ابن عباس: "أن عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر: إلام تدعونا يا محمد؟ قال: إلى الله، قال: صفه لنا أمن ذهب هو؟ أم من فضة؟ أم من حديد؟ أم من خشب؟ فنزلت هذه السورة. فأهلك الله أربد بالصاعقة وعامر بن الطفيل بالطاعون"، وقد ذركناه في سورة الرعد.
وقال الضحاك، وقتادة ومقاتل: "جاء ناس من أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك يا محمد لعلنا نؤمن بك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو؟ وهل يأكل ويشرب؟ ومن يرث منه؟ فأنزل الله هذه السورة".
"قل هو الله أحد" أي واحد ولا فرق بين الواحد والأحد، يدل عليه قراءة ابن مسعود: قل هو الله الواحد.
1-" قل هو الله أحد " الضمير للشأن كقولك : هو زيد منطلق وارتفاعه بالابتداء وخبره الجملة ولا حاجة إلى العائد لأنها هي هو ، أو لما سئل عنه صلى الله عليه وسلم أي الذي سألتموني عنه هو الله ، إذ روي أن قريشاً قالوا : يا محمد صف لنا ربك الذي تدعونا إليه فنزلت . وأحد بدل أو خبر ثان يدل على مجامع صفات الجلال كما دل الله على جميع صفات الكمال إذ الواحد الحقيقي ما يكون منزه الذات عن أنحاء التركيب والتعدد ، وما يستلزم أحدهما كالجسمية والتحيز والمشاركة في الحقيقة وخواصها كوجوب الوجود والقدرة الذاتية والحكمة التامة المقتضية للألوهية وقرئ هو الله بلا " قل " مع الاتفاق على أنه لا بد منه في " قل يا أيها الكافرون " ، ولا يجوز في تبت ،ولعل ذاك لأن سورة الكافرون مشاقة الرسول أو موادعته لهم و تبت معاتبة عمه فلا يناسب أن تكون منه ، وأما هذا فتوحيد يقول به تارة ويؤمر بأن يدعو إليه أخرى .
Surah 112. Al-Ikhlas
1. Say: He is Allah, the One!
SURA 112: IKHLAS
1 - Say: He is God, the One and Only;