[هود : 100] ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ
100 - (ذلك) المذكور مبتدأ خبره (من أنباء القرى نقصه عليك) يا محمد (منها) أي القرى (قائم) هلك أهله دونه ومنها (وحصيد) هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : هذا القصص الذي ذكرناه لك في هذه السورة ، والنبأ الذي أنبأناكه فيها ، من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها بكفرهم بالله ، وتكذيبهم رسله ، "نقصه عليك" ، فنخبرك به ، "منها قائم" ، يقول : منها قائم بنيانه . بائد أهله هالك ، ومنها قائم بنيانه عامر ، ومنها حصيد بنيانه ، خراب متداع ، قد تعفى أثره دارس .
من قولهم : زرع حصيد ، إذا كان قد استئصل قطعه ، وإنما هو محصود ، ولكنه صرف إلى فعيل ، كما قد بينا في نظائره .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : "ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد" ، يعني بـ القائم قرى عامرة و الحصيد قرى خامدة .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة :"قائم وحصيد" ، قال : قائم ، على عروشها ، و حصيد مستأصلة .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : "منها قائم" ، يرى مكانه ، "وحصيد" ، لا يرى له أثر .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج : "منها قائم" ، قال : خاو على عروشه ، "وحصيد" ، ملزق بالأرض .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبد الله ، عن سفيان ، عن الأعمش : "منها قائم وحصيد" ، قال : خر بنيانه .
حدثنا الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش : "منها قائم وحصيد" ، قال : الحصيد ، ما قد خر بنيانه .
حدثنا يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قول ه: "منها قائم وحصيد" ، منها قائم يرى أثره ،وحصيد باد لا يرى أثره .
قوله تعالى: " ذلك من أنباء القرى نقصه عليك " ( ذلك) رفع على إضمار مبتدأ، أي الأمر ذلك. وإن شئت بالابتداء، والمعنى: ذلك النبأ المتقدم من أنباء القرى نقصه عليك. " منها قائم وحصيد " قال قتادة: القائم ما كان خاوياً على عروشه، والحصيد ما لا أثر له. وقيل: القائم العامر، والحصيد الخراب، قاله ابن عباس: وقال مجاهد: قائم خاوية على عروشها، وحصيد مستأصل، يعني محصوداً كالزرع إذ حصد، قال الشاعر:
والناس في قسم المنية بينهم كالزرع منه قائم وحصيد
وقال آخر:
إنما نحن مثل خامة زرع فمتى يأن يأت محتصده
قال الأخفش سعيد : حصيد أي محصود، وجمعه حصدى وحصاد مثل مرضى ومراض، قال: يكون فيمن يعقل حصدى، مثل قتيل وقتلى.
لما ذكر تعالى خبر الأنبياء وما جرى لهم مع أممهم وكيف أهلك الكافرين ونجى المؤمنين قال: "ذلك من أنباء القرى" أي أخبارهم "نقصه عليك منها قائم" أي عامر "وحصيد" أي هالك "وما ظلمناهم" أي إذ أهلكناهم "ولكن ظلموا أنفسهم" بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بهم "فما أغنت عنهم آلهتهم" أوثانهم التي يعبدونها ويدعونها "من دون الله من شيء" ما نفعوهم ولا أنقذوهم لما جاء أمر الله بإهلاكهم "وما زادوهم غير تتبيب" قال مجاهد وقتادة وغيرهما: أي غير تخسير وذلك أن سبب هلاكهم ودمارهم إنما كان باتباعهم تلك الالهة فلهذا خسروا في الدنيا والاخرة.
والإشارة بقوله: 100- "ذلك من أنباء القرى نقصه عليك" أي ما قصه الله سبحانه في هذه السورة من أخبار الأمم السالفة وما فعلوه مع أنبيائهم: أي هو مقصوص عليك خبر بعد خبر، وقد تقدم تحقيق معنى القصص، والضمير في منها عائد إلى القرى: أي من القرى قائم، ومنها حصيد، والقائم: ما كان قائماً على عروشه، والحصيد: ما لا أثر له، وقيل: القائم: العامر، والحصيد: الخراب، وقيل: القائم: القرى الخاوية عن عروشها، والحصيد: المستأصل بمعنى محصود، شبه القرى بالزرع القائم على ساقه والمقطوع. قال الشاعر:
والناس في قسم المنية بينهم كالزرع منه قائم وحصيد
100- "ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم"، عامر، "وحصيد"، خراب. وقيل: منها قائم بقيت الحيطان وسقطت السقوف، وحصيد أي: انمحى أثره. وقال مقاتل: قائم يرى له أثر وحصيد لا يرى له أثر، وحصيد بمعنى محصود.
100."ذلك"أي ذلك النبأ."من أنباء القرى"المهلكة ."نقصه عليك"مقصوص عليك ."منها قائم"من تلك القرى باق كالزرع القائم ."وحصيد"ومنها عافي الأثر كالزرع المحصود ، والجملة مستأنفة وقيل حال من الهاء في نقصه وليس بصحيح إذ لا واو ولا ضمير.
100. That is (something) of the tidings of the townships' (which were destroyed of old). We relate it unto thee (Muhammad). Some of them are standing and some (already) reaped.
100 - These are some of the stories of communities which we relate unto thee: of them some are standing, and some have been mown down (by the sickle of time).