[العاديات : 1] وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
1 - (والعاديات) الخيل تعدو في الغزو وتصبح (ضبحا) هو صوت أجوافها إذا عدت
أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا ولبث شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت والعاديات ضبحا
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله " والعاديات ضبحا" فقال بعضهم : عني بالعاديات ضبحاً : الخيل التي تعدوها ، وهي تحمحم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله " والعاديات ضبحا " قال : الخيل . وزعم غير ابن عباس أنها الإبل .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله " والعاديات ضبحا " قال ابن عباس : هو في القتال .
حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، في قوله " والعاديات ضبحا " قال الخيل .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، قال : سئل عكرمة ، عن قوله : " والعاديات ضبحا " قال : ألم تر إلى الفرس إذا جرى كيف يضبح .
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي جريج ، عن عطاء ، قال : ليس شيء من الدواب يضبح غير الكلب والفرس .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله " والعاديات ضبحا " قال : الخيل تضبح .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " والعاديات ضبحا " قال : هي الخيل ، عدت حتى ضبحت .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله " والعاديات ضبحا " قال : هي الخيل تعدو حتى تضبح .
حدثنا ابن حامد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثل حديث بشر عن يزيد .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، قال : ثنا سعيد ، قال : سمعت سلماً يقرأ " والعاديات ضبحا " قال : هي الخيل عدت ضبحاً .
قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء " والعاديات ضبحا " قال : الخيل .
قال : ثنا وكيع ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : ما ضبحت دابة قط إلا كلب أو فرس .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " والعاديات ضبحا " قال : هي الخيل .
حدثني سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ن قال : هي الخيل .
وقال آخرون : هي الإبل .
ذكر من قال ذلك:
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله " والعاديات ضبحا " قال : هي الإبل .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله مثله .
حدثني عيسى بن عثمان الرملي ، قال : ثني عمي يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة عن إبراهيم ، عن عبد الله " والعاديات ضبحا " قال : هي الإبل إذا ضبحت تنفست .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، حدثه قال : بينما أنا في الحجر جالس ، أتاني رجل يسأل عن " والعاديات ضبحا " فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ، ويروون نارهم . فانفتل عني ، فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقياة زمزم ، فساله عن " والعاديات ضبحا " فقال : سألت عنها أحد قبلي ؟ قال : نعم ، سالت عنها ابن عباس فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله . قال : اذهب فادعه لي ، فلما وقف على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك به والله لكانت أو غزوة في الإسلام لبدر ، وما كان معنا الإ فرسان : للزبير ، وفرس للمقداد ، فكيف تكون العاديات ضبحاً ؟ إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى منى . قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ، ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ،عن منصور ، عن إبراهيم " والعاديات ضبحا " قال : الإبل .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله " والعاديات ضبحا " قال : قال ابن مسعود : هو في الحج .
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير قال : هي الإبل ، يعني " والعاديات ضبحا " .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم " والعاديات ضبحا " قال : قال ابن مسعود : هي الإبل .
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب ، قول من قال : عني بالعاديات : الخيل ، وذلك أن الإبل لا يتضبح ، وإنما تضبح الخيل ب، وقد أخبر الله تعالى أنها تعدو ضبحاً ، وقالضبح هو ما قد ذكرنا قبل .
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال :ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قال : قال علي رضي الله عنه : الضبح من الخيل : الحمحمة ، ومن الإبل : النفس .
قال : ثنا سفيان ، عن جريج ، عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس يصف الضبح : أح أح .


وهي مكية في قول ابن مسعود و جابر و الحسن و عكرمة و عطاء ، ومدنية في قول ابن عباس وأنس بن مالك و قتادة وهي إحدى عشرة آية
قوله تعالى:"والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا"
قوله تعالى:" والعاديات ضبحا " أي الأفراس تعدو.كذا قال عامه المفسرين وأهل اللغه ،أي تعدو في سبيل الله فتضبح.قال قتاده :تضبح اذا عدت ،اى تحمحم.وقال الفراء:الضبح:صوت أنفاس الخيل اذا عدون.ابن عباس:ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب.وقيل:كانت تكعم للأ تصهل،فيعلم العدو بهم ،فكانت تتنفس
في هذه الحال بقوة.قال ابن العربي :أقسم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال:" يس * والقرآن الحكيم " [يس:1 -2 ]،وأقسم بحيا ته فقال :"لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" [الحجر:72]، وأقسم بخيله وصهيلها وغبارها، وقدح حوافرها النار من الحجر، فقال: (والعاديات ضبحا)...الآيات الخمس. وقال أهل اللغة:
وطعنة ذات رشاش واهية طعنتها عند صدور العادية
يعني الخيل. وقال آخر:
والعاديات أسابي الدماء بها كأن أعناقها أنصاب ترجيب
يعني الخيل. وقال عنترة:
والخيل تعلم حين تضـ ـبح في حياض الموت ضبحا
وقال آخر:
لست بالنبع اليماني إن لم تضبح الخيل في سواد العراق
وقال أهل اللغة: وأصل الضبح والضباح للثعالب، فاستعير للخيل. وهو من قول العرب: ضبحته النار: إذا غيرت لونه ولم تبالغ فيه. وقال الشاعر:
فلما أن تلهوجنا شواء به اللهبان مقهوراًضبيحاً
وانضبح لونه: إذا تغير إلى السواد قليلاً. وقال:
علقتها قبل انضباح لوني
وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من فزع وتعب أو طمع. ونصب (ضبحا)على المصدر، أي والعاديات تضبح ضبحاً. والضبح أيضاً الرماد. وقال البصريون: " ضبحا" نصب على الحال. وقيل: مصدر في موضع الحال. قال أبو عبيدة: ضبحت الخيل ضبحاً مثل ضبعت، وهو السير. وقال أبو عبيدة: الضبح والضبع: بمعنى العدو والسير. وكذا قال المبرد: الضبح مد أضباعها في السير. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى أناس من بين كنانة، فأبطأ عليه خبرها، وكان استعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري، وكان أحد النقباء، فقال المنافقون: إنهم قتلوا، فنزلت هذه السورة إخباراً للنبي صلى الله عليه وسلم بسلامتها، وبشارة له بإغارتها على القوم الذين بعث إليهم. وممن قال: إن المراد بالعاديات الخيل، ابن عباس وانس والحسن ومجاهد والمراد الخيل التي يغزو عليها المؤمنون. وفي الخبر:
(من لم يعرف حرمة فرس الغازي، ففيه شعبه من النفاق. وقول ثان: أنها الإبل ، قال أبو صالح: نازعت فيها عكرمة فقال عكرمة: قال ابن عباس هي الخيل. وقلت: قال علي هي الإبل في الحج، ومولاي أعلم من مولاك. وقال الشعبي: تمارى علي وابن عباس في العاديات فقال علي: هي الإبل تعدو في الحج. وقال ابن عباس: هي الخيل، ألا تراه يقول" فأثرن به نقعا" فهل تثير إلا بحوافرها! وهل تضبح الإبل ! فقال على: ليس كما قلت، لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلا فرس أبلق للمقداد، وفرس لمرثد بن أبي مرثد، ثم قال له علي: أتفتي الناس بما لا تعلم!
والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام وما معنا إلا فرسان: فرس للمقداد، وفرس للزبير، فكيف تكون العاديات ضبحا! إنما العاديات الإبل من عرفة إلى المزدلقة، ومن المزدلقة إلى عرفة. قال ابن عباس : فرجعت إلى قول علي، وبه قال ابن مسعود وعبيد بن عمير ومحمد بن كعب والسدي. ومنه قول صفية بنت عبد المطلب:
فلا والعاديات غداة جمع بأيديها إذا سطع الغبار
يعني الإبل . وسميت العاديات لاشتقاقها من العدو، وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي. وقال آخر:
رأى صاحبي في العاديات نجيبة وأمثالها في الواضعات القوامس
ومن قال هي الإبل فقوله (ضبحا) بمعنى ضبعاً، فالحاء عنده مبدلة من العين، لأنه يقال: ضبعت الإبل وهو أن تمد اعناقها في السير. وقال المبرد: الضبع مد أضباعها في السير. والضبح أكثر ما يستعمل في الخيل. والضبع في الإبل. وقد تبدل الحاء من العين. أبو صالح: الضبح من الخيل. الحمحمة، ومن الإبل التنفس. وقال عطاء : ليس شيء من الجواب يضبح إلا الفرس والثعلب والكلب، وروي عن ابن عباس. وقد تقدم عن اهل اللغة أن العرب تقول: ضبح الثعلب، وضبح في غير ذلك أيضاً. قال توبة:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر ضابح
زقا الصدى يزقو زقاء: أي صاح. وكل زاق صائح. والزقية:الصيحة .
تفسير سورة العاديات
بسم الله الرحمـن الرحيم
يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو "فالموريات قدحاً" يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار "فالمغيرات صبحاً" يعني الإغارة وقت الصباح كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير صباحاً ويستمع الأذان فإن سمع أذاناً وإلا أغار. وقوله تعالى: "فأثرن به نقعاً" يعني غباراً في مكان معترك الخيول "فوسطن به جمعاً" أي توسطن ذلك المكان كلهن جمع. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج , حدثنا عبدة عن الأعمش , عن إبراهيم عن عبد الله "والعاديات ضبحاً" قال: الإبل, وقال علي : هي الإبل. وقال ابن عباس : هي الخيل, فبلغ علياً قول ابن عباس فقال: ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس : إنما كان ذلك في سرية بعثت.
قال ابن أبي حاتم وابن جرير : وحدثنا يونس , أخبرنا ابن وهب , أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حدثه قال: بينا أنا في الحجر جالساً جاءني رجل فسألني عن "العاديات ضبحاً" فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله, ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب إلى علي رضي الله عنه وهو عند سقاية زمزم فسأله عن "العاديات ضبحاً" فقال: سألت عنها أحداً قبلي ؟ قال: نعم, سألت ابن عباس فقال الخيل حين تغير في سبيل الله, قال: اذهب فادعه لي, فلما وقف على رأسه قال: أتفتي الناس بما لا علم لك, والله لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد , فكيف تكون العاديات ضبحاً ؟ إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى, قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه, وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال: قال علي : إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران, وقال العوفي وغيره عن ابن عباس : هي الخيل.
وقد قال بقول علي إنها الإبل جماعة منهم إبراهيم وعبيد بن عمير , وقال بقول ابن عباس آخرون منهم مجاهد وعكرمة وعطاء وقتادة والضحاك واختاره ابن جرير , وقال ابن عباس وعطاء : ما ضبحت دابة قط إلا فرس أو كلب. وقال ابن جريج عن عطاء : سمعت ابن عباس يصف الضبح أح أح, وقال أكثر هؤلاء في قوله: "فالموريات قدحاً" يعني بحوافرها, وقيل أسعرن الحرب بين ركبانهن, قاله قتادة وعن ابن عباس ومجاهد "فالموريات قدحاً" يعني مكر الرجال وقيل هو إيقاد النار إذا رجعوا إلى منازلهم من الليل, وقيل المراد بذلك نيران القبائل, وقال: من فسرها بالخيل هو إيقاد النار بالمزدلفة. قال ابن جرير : والصواب الأول أنها الخيل حين تقدح بحوافرها.
وقوله تعالى: "فالمغيرات صبحاً" قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : يعني إغارة الخيل صبحاً في سبيل الله, وقال من فسرها بالإبل هو الدفع صبحاً من المزدلفة إلى منى. وقالوا كلهم في قوله: "فأثرن به نقعاً" هو المكان الذي حلت فيه, أثارت به الغبار إما في حج أو غزو وقوله تعالى: "فوسطن به جمعاً" قال العوفي عن ابن عباس وعطاء وعكرمة وقتادة والضحاك : يعني جمع الكفار من العدو, ويحتمل أن يكون فوسطن بذلك المكان جميعهن ويكون جمعاً منصوباً على الحال المؤكدة, وقد روى أبو بكر البزار ههنا حديثاً غريباً جداً, فقال: حدثنا أحمد بن عبدة , حدثنا حفص بن جميع , حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبر, فنزلت "والعاديات ضبحاً" ضبحت بأرجلها "فالموريات قدحاً" قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً "فالمغيرات صبحاً" صبحت القوم بغارة "فأثرن به نقعاً" أثارت بحوافرها التراب "فوسطن به جمعاً" قال: صبحت القوم جميعاً. وقوله تعالى: "إن الإنسان لربه لكنود" هذا هو المقسم عليه بمعنى إنه بنعم ربه لكفور جحود قال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم النخعي وأبو الجوزاء وأبو العالية وأبو الضحى وسعيد بن جبير ومحمد بن قيس, والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد : الكنود الكفور, قال الحسن : الكنود هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو كريب , حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإنسان لربه لكنود" ـ قال ـ الكنود الذي يأكل وحده ويضرب عبده ويمنع رفده" رواه ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن الزبير , وهو متروك فهذا إسناد ضعيف, وقد رواه ابن جرير أيضاً من حديث حريز بن عثمان عن حمزة بن هانى عن أبي أمامة موقوفاً. وقوله تعالى: "وإنه على ذلك لشهيد" قال قتادة وسفيان الثوري : وإن الله على ذلك لشهيد ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان, قاله محمد بن كعب القرظي فيكون تقديره وإن الإنسان على كونه كنوداً لشهيد أي بلسان حاله أي ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله كما قال تعالى: "ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر".
قوله تعالى: "وإنه لحب الخير لشديد" أي وإنه لحب الخير وهو المال لشديد, وفيه مذهبان (أحدهما) أن المعنى وإنه لشديد المحبة للمال (والثاني) وإنه لحريص بخيل من محبة المال وكلاهما صحيح. ثم قال تبارك وتعالى مزهداً في الدنيا ومرغباً في الاخرة ومنبهاً على ما هو كائن بعد هذه الحال وما يستقبله الإنسان من الأهوال: " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور " أي أخرج ما فيها من الأموات "وحصل ما في الصدور" قال ابن عباس وغيره: يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم "إن ربهم بهم يومئذ لخبير" أي لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ومجازيهم عليه أوفر الجزاء ولا يظلم مثقال ذرة.
هي إحدى عشر آية
وهي مكية في قول ابن مسعود وجابر والحسن وعكرمة وعطاء، ومدنية في قول ابن عباس وأنس بن مالك وقتادة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة "والعاديات" بمكة. وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، والعاديات تعدل نصف القرآن" وهو مرسل. وأخرج محمد بن نصر من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً مثله، وزاد "وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن".
1- "العاديات" جمع عادية، وهي الجارية بسرعة، من العدو: وهو المشي بسرعة، فأبدلت الواو ياء لكسر ما قبلها كالغازيات من الغزو، والمراد بها الخيل العادية في الغزو نحو العدو، وقوله: "ضبحا" مصدر مؤكد لاسم الفاعل، فإن الضبح نوع من السير ونوع من العدو، يقال ضبح الفرس: إذا عجا بشدة، مأخوذ من الضبع، وهو الدفع، وكأن الحاء بدل من العين. قال أبو عبيدة والمبرد: الضبح من إضباعها في السير ومنه قول عنترة:
والخيل تكدح في حياض الموت ضبحا
ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال: أي ضابحات، أو ذوات ضبح، ويجوز أن يكون مصدراً لفعل محذوف: أي تضبح ضبحاً، وقيل الضبح: صوت حوافرها إذا عدلت، وقال الفراء: الضبح صوت أنفاس الخيل إذا عدت. قيل كانت تكعم لئلا تصهل فيعلم العدو بهم، فكانت تتنفس في هذه الحالة بقوة، وقيل الضبح: صوت يسمع من صدور الخيل عند العدو ليس بصهيل. وقد ذهب الجمهور إلى ما ذكرنا من أن العاديات ضبحا هي الخيل، وقال عبيد بن عمير ومحمد بن كعب والسدي: هي الإبل، ومنه قول صفية بنت عبد المطلب:
فلا والعاديات غداة جمع بأيديها إذا صدع الغبار
ونقل أهل اللغة أن أصل الضبح للثعلب فاستعير للخيل، ومنه قول الشاعر:
تضبح في الكف ضباح الثعلب
1- "والعاديات ضبحاً"، قال ابن عباس، وعطاء ومجاهد، وعكرمة، والحسن، والكلبي، وقتادة، والمقاتلان، وأبو العالية وغيرهم: هي الخيل العادية في سبيل الله عز وجل تضبح، والضبح: صوت أجوافها إذا عدت.
قال ابن عباس: وليس شيء من الحيوانات تضبح غير الفرس والكلب والثعلب، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع، وهو من قولهم: ضبحته، النار، إذا غيرت لونه.
وقوله: "ضبحاً" نصب على المصدر، مجازه: والعاديات تضبح ضبحاً.
وقال علي: هي الإبل في الحج، تعدو من عرفة إلى المزدلفة إلى منىً، وقال إنها نزلت في وقعة بدر، كانت أول غزوة في الإسلام بدراً وما كان معنا إلا فرسان، فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون الخيل العاديات؟ وإلى هذا ذهب ابن مسعود، ومحمد بن كعب، والسدي.
وقال بعض من قال: هي الإبل، قوله "ضبحاً" يعني ضباحاً تمد أعناقها في السير.
1-" والعاديات ضبحاً " أقسم سبحانه بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحاً ،وهو صوت أنفاسها عند العدو ونصبه بفعله المحذوف ، أو بـ" العاديات " فإنها تدل بالالتزام على الضابحات ، أو ضبحاً حال بمعنى ضابحة .
Surah 100. Al-Adiyat
1. By the snorting coursers,
SURA 100: 'ADIYAT
1 - By the (Steeds) that run, with panting (breath),