[يونس : 48] وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
48 - (ويقولون متى هذا الوعد) بالعذاب (إن كنتم صادقين) فيه
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ويقول هؤلاء المشركون من قومك، يا محمد، " متى هذا الوعد "، الذي تعدنا أنه يأتينا من عند الله، وذلك قيام الساعة، " إن كنتم صادقين "، أنت ومن تبعك، فيما تعدوننا به من ذلك.
يريد كفار مكة لفرط إنكارهم واستعجالهم العذاب، أي متى العقاب أو متى القيامة التي يعدنا محمد. وقيل: هو عام في كل أمة كذبت رسولها.
يقول تعالى مخبراً عن كفر هؤلاء المشركين في استعجالهم العذاب وسؤالهم عن وقته قبل التعيين مما لا فائدة لهم فيه كقوله: "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق" أي كائنة لا محالة وواقعة وإن لم يعلموا وقتها عيناً, ولهذا أرشد تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جوابهم فقال: "قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً" الاية, أي لا أقول إلا ما علمني ولا أقدر على شيء مما استأثر به إلا أن يطلعني الله عليه فأنا عبده ورسوله إليكم وقد أخبرتكم بمجيء الساعة وأنها كائنة ولم يطلعني على وقتها ولكن "لكل أمة أجل" أي لكل قرن مدة من العمر مقدرة فإذا انقضى أجلهم "فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" كقوله: "ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها" الاية, ثم أخبر أن عذاب الله سيأتيهم بغتة فقال: "قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ؟" أي ليلاً أونهاراً " ماذا يستعجل منه المجرمون * أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون " يعني أنهم إذا جاءهم العذاب قالوا "ربنا أبصرنا وسمعنا" الاية, وقال تعالى: "فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون" "ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد" أي يوم القيامة يقال لهم هذا تبكيتاً وتقريعاً كقوله: " يوم يدعون إلى نار جهنم دعا * هذه النار التي كنتم بها تكذبون * أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون * اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون ".
ثم ذكر سبحانه شبهة أخرى من شبه الكفار، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما هددهم بنزول العذاب كانوا 48- "يقولون متى هذا الوعد" والاستفهام منهم للإنكار والاستبعاد وللقدح في النبوة "إن كنتم صادقين" خطاباً منهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله، ويحتمل أن يراد بالقائلين هذه المقالة جميع الأمم الذين لم يسلموا لرسلهم الذين أرسلهم الله إليهم.
48-"ويقولون"، أي: ويقول المشركون: "متى هذا الوعد" الذي تعدنا يا محمد من العذاب. وقيل: قيام الساعة، "إن كنتم صادقين"، أنت يا محمد وأتباعك.
48."ويقولون متى هذا الوعد"استبعاداً له واستهزاء به"إن كنتم صادقين"خطاب منهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
48. And they say: When will this promise be fulfilled, if ye are truthful?
48 - They say: when will this promise come to pass, if ye speak the truth?